والعشرين من شهر شعبان من السنة المذكورة في الكاء من ضواحي مدينة مراغة. والرابع أبو الفتح بهرام ميرزا الذي ولد بتاريخ يوم الجمعة السابع عشر من شهر شوال سنة تسعمائة وست وعشرين، وتوفي بتاريخ ليلة الجمعة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك سنة تسعمائة وست وخمسين، في قلعة قهقهة، وكان عمره الشريف ثلاثين عاما، وكان له ولدان هما: السلطان إبراهيم ميرزا، والسلطان بديع الزمان ميرزا. والخامس القاس ميرزا، والسادس السلطان حسين ميرزا، ولم تتوفر معلومات عن حالهما. وكان لسيدنا ست عشرة بنتا وهن: مهر بانو سلطان بيگم التي كانت قد ولدت بتاريخ سنة تسعمائة وخمس وعشرين، بريخان بيگم خانم، وفرح انكيز بيگم خانم، وشاه زينت بيگم خانم، ولم تتوفر معلومات عن أحوالهن، وخانش خانم بيگم التي توفيت بتاريخ التاسع عشر من سنة تسعمائة وواحد وسبعين في مدينة قزوين. ولم تتوفر أسماء إحدى عشرة منهن. أما أحدث الآثار والأبنية التي بناها فهي العمارة والقبة العالية وجهار باع والعمارات والبساتين الأخرى، ومقبرة سيدنا المعظم والمكرم سهل بن علي عليه التحية والثناء والقبة العالية على مقبرة أخيه الكريم السيد نظام الدين أحمد في قرية أوجان فارس والقرية المذكورة قد وقفها على مقبرة أخيه. وأربعة أسواق أطراف الساحة القديمة في أصفهان وتعريض الساحة المذكورة.
وكان تاريخ ولادته الكريم يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر رجب سنة ثمانمائة واثنين وتسعين. وبداية حكمه في سنة تسعمائة وست، ومدة حكمه أربع وعشرون سنة، وكان نقش خاتمه ومسكوكه غلام شاه مردانست إسماعيل بن حيدر وقد انتقل إلى عالم البقاء بتاريخ يوم الاثنين التاسع عشر من شهر رجب سنة تسعمائة وثلاثين، وكانت أيام عمره الشريف ثمانية وثلاثين عاما.
أحداث فترة الحكم يونت ئيل تسعمائة وست، السنة الأولى للجلوس: عام الحصان يوم النوروز الأربعاء العاشر من شهر شعبان كان النواب الخاقان صاحب القران قد غادر ديلمان من مدن كيلان مع سبعة من حاشيته وبعد توديع كاركيا ميرزا علي نزل في أرجوان بالقرب من آستارا لقضاء فصل الشتاء وأخذ بتدبير الأمور، وفي بداية فصل الربيع غادرها إلى أردبيل دار الارشاد، وحظي بزيارة آبائه العظام ووالدته وأخوانه ملتمسا العون من بواطنهم القدسية، ومن ثم توجه إلى قراباع حيث كان في استقباله السلطان حسين الباراني من أحفاد ميرزا جهانشاه وتوجها معا إلى تشخور سعد.
وانضم إليهما قراجه داع إلياس روملو مع فوج من أصحاب الاخلاص من الصوفيين والمعتقدين والموالين، نالوا شرف الاصطحاب، ثم توجهوا جميعا نحو المصيف في الغابة. ومن هناك أوفد حمزة بيك فتح أغلي استاجلو إلى أويماق استاجلو، حيث قدم للترحاب بهم خان محمد خان استاجلو مع جميع أمناء أويماق. وقد أمضى جلالته فترة من الزمن في المصيف ثم توجه نحو آذربيجان. ولما أن انتشر خبر قدوم موكبه الميمون بين المخلصين وأصحاب الوفاء، تهافتوا من ديار الروم والشام وديار بكر وذو القدر وبقية المدن أفواجا أفواجا لتقبيل قدميه، والاعراب عن الولاء والوفاء. ويذكر أن درجة ومدى إخلاص ووفاء وعقيدة صوفيي ذي القدر كانت لجلالته إلى حد أن أحدهم ترك زوجته وعروسه دون أن يدخل عليها وتوجه صوب جلالته، وأن أويماق استاجلو استدعى أن يترك أهله وعشيرته إلى جانب الروم وأن يكون هو وبعض من معه في خدمة جلالته. فتمت الموافقة وأصدر السلطان بايزيد خان أمرا في المحافظة على عشيرة أولئك القوم. وبعد أن اجتمع الصوفيون المخلصون توجه المركب الملكي نحو شيروان.
قوى ئيل تسعمائة وسبع، السنة الثانية للجلوس: عام الخروف يوم النوروز الخميس الحادي والعشرون من شهر شعبان توجه النواب الخاقان من آذربيجان إلى شيروان. وكان قد أوفد ببيرام بيك وقلي بيك الملقب نجوش خبر خان في وقت سابق، ووصل جلالته مع عساكره المنصورة وكان عددهم سبعة آلاف من راكبين ومشاة إلى قلعة گلستان، وجاء فرخ يسار والي شيروان ومعه عشرون ألف راكب وستة آلاف من المشاة لمجابهة جيش القزلباش وبعد معركة عنيفة وبفضل حيدر الكرار كان النصر حليفا، وقتل فرخ يسار وقادة عسكره وغنم الغزاة أموالا كثيرة.
ويذكر أن فرخ يسار كان قد تسلم السلطة في شيروان بعد وفاه أبيه الأمير خليل في سنة ثمانمائة وستين، وكانت حكومته سبعة وثلاثين عاما وعدة أشهر، وجاء بعده ابنه بهرام بيك ملكا على بعض قطاع شيروان، وتوفي بعد سنة واحدة، وجلس بعده أخوه غازي بيك على كرسي العرش في عام تسعمائة وسبعة، وكانت مدة حكمه سنة واحدة أيضا، وجاء بعده أخوه الآخر الشيخ شاه في سنة تسعمائة وثمان وكانت مدة حكمه عشرين عاما، وتوفي في يوم السبت الثامن عشر من شهر رجب سنة تسعمائة وثلاثين، وجاء بعده ابنه السلطان خليل وكانت مدة حكمه أحد عشر عاما وستة أشهر، وتزوج ابنة النواب الخاقان صاحب القران، وانتقل إلى دار العقبى في يوم الجمعة التاسع من شهر جمادى الثانية سنة تسعمائة وثلاث وأربعين.
وخلاصة القول أنه في ذلك السفر المثمر بلغت أمانة وديانة عسكر القزلباش إلى حد تركوا أموالهم وأمتعتهم جميعا في موقع واحد وتوجهوا إلى الحرب، وبعد الفراغ من الحرب عاد الجميع وأخذ كل واحد ماله ومتاعه دون أن يفقد منها شيئا، وأن النواب الخاقان صاحب القران بعد ثلاثة أيام من المعركة توجه نحو مدينة شماخي، وأرسل خلفا بيك مع فوج من العسكر لاستدعاء الشيخ شاه بن شيروان شاه الذي كان قد هرب من ساحة القتال.
ولما كان الشيخ شاه قد عرف مجيء جلالته فقد أوصل نفسه إلى كيلان والتحق به أهالي كيلان، ولكن النواب الخاقان غضب من هذا الأمر فأوفد خلفا بيك مع بعض العسكر إلى شهرنو، ولما سمع الشيخ شاه بمجيء خلفا بيك هرب من هناك، واحتلت قوات الحكومة القاهرة تلك المنطقة وأن جلالته منح ولايتها لخلفا بيك.
وفي تلك السنة أمضى جلالته الشتاء في محمود آباد وهنا نال الأمير زكريا حفيد الشيخ محمد كججى الذي كان وزيرا لدى سلطان التركمان لعدة أعوام، نال شرف المرافقة فتفاءل النواب الخاقان بذلك خيرا وأسماه بمفتاح آذربيجان. وتوجه من هناك إلى قلعة بادكوبه واحتلها ومنها توجه إلى قلعة گلستان، وفي هذا الوقت أمر جماعة خطباء الاسلام باظهار الكلمة الطيبة علي ولي الله وغير ذلك مما هو من هذا القبيل أو أشد.