من الذهب والفضة، وكانت حاجتهم من التوابل في تلك الديار ما يعادل سبعة عشر منا يوميا.
يونت ئيل تسعمائة وثمان عشرة، السنة الثالثة عشرة للجلوس: عام الحصان يوم النوروز يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام توجه النواب الخاقان إلى مصيف خرقان ووصلت الأنباء إلى جلالته أن جماعة من الأوزبك أغاروا على ولاية كرمان وأن جلالته أوفد القاضي نور الدين شقيق الشيخ زاده اللاهجي مندوبا إلى شيبك خان لمنعه من عمله الدنئ وأن شيبك خان بعث بالأمير كمال الدين حسين أبيوردي إلى جلالته معلنا عن غروره وتمرده على السلطة فاستاء جلالته من هذا الأمر وتوجه في الحال من مصيفه إلى خراسان. ولما وصل إلى مدينة دامغان هرب منها كل من أحمد سلطان صهر شيبك خان وخواجة أحمد حاكم أسترآباد وبعض حكام الولايات الأخرى. وأن النواب الخاقان عين بعض الحكام والمحافظين.
وبعد زيارة الروضة الرضوية المقدسة المنورة المباركة على صاحبها وعلى آبائه التحية والثناء، توجه إلى حدود سرخس وزورآباد وكان شيبك خان بعد تسلمه نبا مجيء النواب الخاقان قد توجه من مدينة هرات دار السلطنة إلى حصار مرو في شهر رجب. وأن النواب الخاقان صاحب القران أرسل محمد خان أفشار مع جيش جرار في مقدمة الموكب، ودارت بينه وبين فوج من الأوزبك حرب بالقرب من طاهرآباد قتل فيها خان محمد خان، وأن أفراد الجيش المظفر ألحقوا الهزيمة بالاوزبك، وهربوا إلى القرب من مدينة مرو، فلحقهم الموكب حتى حاصر المدينة ودارت الحرب عدة أيام دون أية نتيجة، فعبر النواب الخاقان نهر محمدي في يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر شعبان، ويبعد النهر ثلاثة فراسخ عن المدينة، وبقى جلالته هناك يومي الخميس والجمعة.
وفي يوم الجمعة بعث جلالته قوري بيك إلى شيبك خان معاتبا، وتوجه جلالته خلفه حتى وصل إلى جسر محمودآباد فترك أمير خان موصلو صاحب الختم مع ثلاثمائة فارس هناك، وأمره بان ينسحب من هناك بمجرد أن يشاهد جيش شيبك قادما والتوجه إلى الموكب الملكي.
وذهب قوري بيك إلى شيبك خان وسلمه الرسالة الملكية، فثارت حمية شيبك خان فخرج من حصار المدينة وتوجه مع خمسة عشر ألفا من أفراده نحو أمير خان. وما أن شاهد أمير خان عسكر شيبك خان قادما حتى انسحب وتوجه نحو الموكب الملكي حسب ما أمر به النواب الخاقان، فلحقه شيبك خان، ولما عبر جميع أفراد شيبك خان الجسر، أرسل النواب الخاقان مجموعة من أفراده لتدمير الجسر، واستمر القتال من الصباح حتى غروب الشمس.
وفي النهاية عجز شيبك خان عن الصمود وقرر الهرب مع خمسمائة من فرسانه. فلما وصلوا إلى الجسر رأوا أن الجسر مدمر فلجأوا إلى خربة قريبة لا يدرون ماذا يفعلون، وهنا لحق بهم القزلباش وقتلوا شيبك خان، وجاءوا برأسه ورؤوس أعوانه إلى صاحب الجلالة. وأن الخواجة محمود وزير شيبك خان وهو رجل شيعي من شيعة حيدر الكرار جاء بمفتاح القلعة وقدمه لصاحب الجلالة فأكرم الملك وفادته. وأن هذا الانتصار مسجل في التاريخ باسم فتح الملك المنتصر للدين. ودخلت راميات الظفر في الثامن من شهر رمضان المبارك إلى المدينة ومنح حكومة الولاية إلى لله بيك، وأرض مرو إلى دده بيك. وأصدر جلالته أمرا حسب استدعاء السلطان محمد بابر ميرزا بان يمتلك كل جزء من بلاد ما وراء النهر الذي ينتصر فيها.
وتوجه من كابل إلى ما وراء النهر، وأخذ معه في بدخشان خان ميرزا وحارب جمشيد سلطان الأوزبك وحكام ولاية حصار فقتلهم جميعا، واستولى على بلادهم وضرب النقود وألقيت الخطبة باسمه.
وفي هذه السنة قتل صاحب الجلالة سيف الدين أحمد بن يحيى بن سعد الدين التفتازاني، شيخ إسلام خراسان بسبب معارضته. وتشرف بمقابلة جلالته ميرزا سلطان أويس بن ميرزا سلطان محمود أبو سعيد المعروف بخان ميرزا وحظي بالعطف الملكي.
وجاءه من كل من مصر والشام والروم الرسل للتهنئة بسبب هذا الانتصار، كما جاء مير عبد الكريم وآقا محمد من مازندران وأقيمت حفلة ساهرة. حضرها أركان الدولة. وسلخوا رأس شيبك خان وأرسلوه إلى السلطان بايزيد بن السلطان محمد الغازي كما أرسل كل عضو من جسده إلى أحد السلاطين في البلدان المختلفة، وصنعوا من جمجمته كأسا من الذهب؟
واستدعي لتلك الحفلة الخواجة كمال الدين الشاعر الخاص لشيبك خان وقالوا له: هل تعرف هذا الرأس؟ قال: نعم إنه رأس لا زال الحكم فيه طالما هو بين يديك. فعينه الملك بسبب كلامه الواضح هذا وزيرا للديوان الأعلى، كما أنعم على مير عبد الكريم وآقا محمد بخلع فاخرة وأرسلهما إلى أوطانهما وقد احتلت جيوش جلالته جميع الأراضي حتى نهر جيحون، وقضى صاحب الجلالة الشتاء فيها.
قوى ئيل تسعمائة وتسع عشرة، السنة الرابعة عشرة للجلوس: عام الخروف يوم النوروز يوم الجمعة الثالث من شهر محرم الحرام توجه النواب الخاقان إلى مصيف تخت سليمان، وأرسل الأمير نجم مع جمع من قوات القزلباش إلى ما وراء النهر. ودخل الأمير نجم مدينة بلخ، وتوقف فيها عشرين يوما، وأرسل الأمير محمد يوسف الخراساني إلى بابر ميرزا للمساعدة، جاء بابر ميرزا مع أفراده إلى تنك جكجك، وذهبوا جميعا إلى خوارزم، وعلم فولاد سلطان حاكم تلك الديار بمجيئهم فجاء إليهم طالبا الأمان. ولكن هلقوتو بهادر اوزبك وهو أحد قادته رفض الإطاعة وبقي في القلعة وأخيرا قتل مع جماعته.
وتوجه الأمير نجم من هناك إلى قرشي، فكان أمير شيخم ميرزا حاكمها معارضا، وبعد ثلاثة أيام وقعت الحرب فقتل حوالي خمسة عشر ألفا، ولم يتمكن مير نجم من الصمود فذهب إلى بخارا ونزل على مسافة فرسخين منها، فوصلت إليه أنباء عن مجيء محمد تيمور شيبك خان وأبي سعيد وعبيد خان.
فطلب من بيرام قرامانلو وفوجا من أفراد القزلباش مساعدته. وفي الهجوم الأول الذي وقع صباح يوم الثلاثاء الثالث من شهر رمضان المبارك قتل بيرام بيك، وأن بقية العساكر رفضت الطاعة للأمير نجم، فغضب الأمير نجم، واقتحم هو والأمير زين العابدين صفوي صفوف العساكر المعارضة، فقتل الأمير نجم والأمير زين العابدين مع الكثير من أفراد القزلباش. وفي أوائل شهر ذي القعدة الحرام وصل جانى بيك إلى أصفهان دار السلطنة، وأن النواب الخاقان