مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٦٠
من الذهب والفضة، وكانت حاجتهم من التوابل في تلك الديار ما يعادل سبعة عشر منا يوميا.
يونت ئيل تسعمائة وثمان عشرة، السنة الثالثة عشرة للجلوس: عام الحصان يوم النوروز يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام توجه النواب الخاقان إلى مصيف خرقان ووصلت الأنباء إلى جلالته أن جماعة من الأوزبك أغاروا على ولاية كرمان وأن جلالته أوفد القاضي نور الدين شقيق الشيخ زاده اللاهجي مندوبا إلى شيبك خان لمنعه من عمله الدنئ وأن شيبك خان بعث بالأمير كمال الدين حسين أبيوردي إلى جلالته معلنا عن غروره وتمرده على السلطة فاستاء جلالته من هذا الأمر وتوجه في الحال من مصيفه إلى خراسان. ولما وصل إلى مدينة دامغان هرب منها كل من أحمد سلطان صهر شيبك خان وخواجة أحمد حاكم أسترآباد وبعض حكام الولايات الأخرى. وأن النواب الخاقان عين بعض الحكام والمحافظين.
وبعد زيارة الروضة الرضوية المقدسة المنورة المباركة على صاحبها وعلى آبائه التحية والثناء، توجه إلى حدود سرخس وزورآباد وكان شيبك خان بعد تسلمه نبا مجيء النواب الخاقان قد توجه من مدينة هرات دار السلطنة إلى حصار مرو في شهر رجب. وأن النواب الخاقان صاحب القران أرسل محمد خان أفشار مع جيش جرار في مقدمة الموكب، ودارت بينه وبين فوج من الأوزبك حرب بالقرب من طاهرآباد قتل فيها خان محمد خان، وأن أفراد الجيش المظفر ألحقوا الهزيمة بالاوزبك، وهربوا إلى القرب من مدينة مرو، فلحقهم الموكب حتى حاصر المدينة ودارت الحرب عدة أيام دون أية نتيجة، فعبر النواب الخاقان نهر محمدي في يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر شعبان، ويبعد النهر ثلاثة فراسخ عن المدينة، وبقى جلالته هناك يومي الخميس والجمعة.
وفي يوم الجمعة بعث جلالته قوري بيك إلى شيبك خان معاتبا، وتوجه جلالته خلفه حتى وصل إلى جسر محمودآباد فترك أمير خان موصلو صاحب الختم مع ثلاثمائة فارس هناك، وأمره بان ينسحب من هناك بمجرد أن يشاهد جيش شيبك قادما والتوجه إلى الموكب الملكي.
وذهب قوري بيك إلى شيبك خان وسلمه الرسالة الملكية، فثارت حمية شيبك خان فخرج من حصار المدينة وتوجه مع خمسة عشر ألفا من أفراده نحو أمير خان. وما أن شاهد أمير خان عسكر شيبك خان قادما حتى انسحب وتوجه نحو الموكب الملكي حسب ما أمر به النواب الخاقان، فلحقه شيبك خان، ولما عبر جميع أفراد شيبك خان الجسر، أرسل النواب الخاقان مجموعة من أفراده لتدمير الجسر، واستمر القتال من الصباح حتى غروب الشمس.
وفي النهاية عجز شيبك خان عن الصمود وقرر الهرب مع خمسمائة من فرسانه. فلما وصلوا إلى الجسر رأوا أن الجسر مدمر فلجأوا إلى خربة قريبة لا يدرون ماذا يفعلون، وهنا لحق بهم القزلباش وقتلوا شيبك خان، وجاءوا برأسه ورؤوس أعوانه إلى صاحب الجلالة. وأن الخواجة محمود وزير شيبك خان وهو رجل شيعي من شيعة حيدر الكرار جاء بمفتاح القلعة وقدمه لصاحب الجلالة فأكرم الملك وفادته. وأن هذا الانتصار مسجل في التاريخ باسم فتح الملك المنتصر للدين. ودخلت راميات الظفر في الثامن من شهر رمضان المبارك إلى المدينة ومنح حكومة الولاية إلى لله بيك، وأرض مرو إلى دده بيك. وأصدر جلالته أمرا حسب استدعاء السلطان محمد بابر ميرزا بان يمتلك كل جزء من بلاد ما وراء النهر الذي ينتصر فيها.
وتوجه من كابل إلى ما وراء النهر، وأخذ معه في بدخشان خان ميرزا وحارب جمشيد سلطان الأوزبك وحكام ولاية حصار فقتلهم جميعا، واستولى على بلادهم وضرب النقود وألقيت الخطبة باسمه.
وفي هذه السنة قتل صاحب الجلالة سيف الدين أحمد بن يحيى بن سعد الدين التفتازاني، شيخ إسلام خراسان بسبب معارضته. وتشرف بمقابلة جلالته ميرزا سلطان أويس بن ميرزا سلطان محمود أبو سعيد المعروف بخان ميرزا وحظي بالعطف الملكي.
وجاءه من كل من مصر والشام والروم الرسل للتهنئة بسبب هذا الانتصار، كما جاء مير عبد الكريم وآقا محمد من مازندران وأقيمت حفلة ساهرة. حضرها أركان الدولة. وسلخوا رأس شيبك خان وأرسلوه إلى السلطان بايزيد بن السلطان محمد الغازي كما أرسل كل عضو من جسده إلى أحد السلاطين في البلدان المختلفة، وصنعوا من جمجمته كأسا من الذهب؟
واستدعي لتلك الحفلة الخواجة كمال الدين الشاعر الخاص لشيبك خان وقالوا له: هل تعرف هذا الرأس؟ قال: نعم إنه رأس لا زال الحكم فيه طالما هو بين يديك. فعينه الملك بسبب كلامه الواضح هذا وزيرا للديوان الأعلى، كما أنعم على مير عبد الكريم وآقا محمد بخلع فاخرة وأرسلهما إلى أوطانهما وقد احتلت جيوش جلالته جميع الأراضي حتى نهر جيحون، وقضى صاحب الجلالة الشتاء فيها.
قوى ئيل تسعمائة وتسع عشرة، السنة الرابعة عشرة للجلوس: عام الخروف يوم النوروز يوم الجمعة الثالث من شهر محرم الحرام توجه النواب الخاقان إلى مصيف تخت سليمان، وأرسل الأمير نجم مع جمع من قوات القزلباش إلى ما وراء النهر. ودخل الأمير نجم مدينة بلخ، وتوقف فيها عشرين يوما، وأرسل الأمير محمد يوسف الخراساني إلى بابر ميرزا للمساعدة، جاء بابر ميرزا مع أفراده إلى تنك جكجك، وذهبوا جميعا إلى خوارزم، وعلم فولاد سلطان حاكم تلك الديار بمجيئهم فجاء إليهم طالبا الأمان. ولكن هلقوتو بهادر اوزبك وهو أحد قادته رفض الإطاعة وبقي في القلعة وأخيرا قتل مع جماعته.
وتوجه الأمير نجم من هناك إلى قرشي، فكان أمير شيخم ميرزا حاكمها معارضا، وبعد ثلاثة أيام وقعت الحرب فقتل حوالي خمسة عشر ألفا، ولم يتمكن مير نجم من الصمود فذهب إلى بخارا ونزل على مسافة فرسخين منها، فوصلت إليه أنباء عن مجيء محمد تيمور شيبك خان وأبي سعيد وعبيد خان.
فطلب من بيرام قرامانلو وفوجا من أفراد القزلباش مساعدته. وفي الهجوم الأول الذي وقع صباح يوم الثلاثاء الثالث من شهر رمضان المبارك قتل بيرام بيك، وأن بقية العساكر رفضت الطاعة للأمير نجم، فغضب الأمير نجم، واقتحم هو والأمير زين العابدين صفوي صفوف العساكر المعارضة، فقتل الأمير نجم والأمير زين العابدين مع الكثير من أفراد القزلباش. وفي أوائل شهر ذي القعدة الحرام وصل جانى بيك إلى أصفهان دار السلطنة، وأن النواب الخاقان
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370