مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٥٩
الغالب واعتقل قاسم بيك وابنه وبقية كبار وأعيان ذي القدر وقتلهم وأرسل رؤوسهم إلى جلالته. وأن صاحب الجلالة عين الأمير نجم الدين مسعود زرگر الرشتي وكيلا وأن عدد معامل جلالته ارتفعت إلى ثلاثة وثلاثين معملا وتم تدبيرها وتعيين مشرفين وأمناء عليها. ويذكر أن الأمير نجم الدين مسعود كان معروفا وخبيرا في بلدة رشت في صياغة المجوهرات وفي تلك الأيام التي كان النواب الخاقان يعيش في ولاية كيلان كان الأمير نجم الدين يقوم بخدمته سرا، ويقضي أيامه آملا إلى أن ذاع صيت جلالته. وصاع لجلالته شدة اشتياقه ورغبته له خاتما ونقش عليه بيتين من الشعر وصف فيهما حاله ورغبته.
وبعد أن تسلم جلالته الخاتم أمره بالانصراف. وبعد أن عاد جلالته إلى أردبيل أصبح الأمير نجم الدين مسعود من أفراد حاشيته وزاد من مكانته يوما بعد يوم لحسن سلوكه كما ارتفع مقامه في فترة قصيرة.
لوي ئيل تسعمائة وست عشرة، السنة الحادية عشرة للجلوس: عام الحوت يوم النوروز يوم الاثنين آخر أيام شهر ذي القعدة الحرام مرة أخرى جهز علاء الدولة ولديه كور شاهرخ وأحمد بيك ومعهما أربعة عشر فارسا ومن المشاة وأرسلهم لمحاربة خان محمد خان انتقاما لدم ولده قاسم بيك. وبعد أن تلاقى الفريقان توجه كل جيش إلى صفوفه. فرجع خان محمد خان مع فوج من جنوده ونصبوا كمينا. وتصور جيش ذي القدر أنهم هربوا فبادروا بجمع الأموال، إلا أن أفراد القزلباش خرجوا من كمائنهم فجأة وهجموا على جيش ذي القدر وقتلوا أولاد علاء الدولة وحاشيتهم، وأرسلوا برؤوسهم إلى صاحب الجلالة في مصيف همذان.
وتم حسب الإرادة الملكية إيفاد خليل بيك في مهمة إلى باريك ملك بغداد ومعه هدايا كثيرة وخلع فاخرة وتاج مرصع لابلاغه عواطف جلالته، وأن باريك أرسل أبو إسحاق بيك شيره‌جي إلى جلالته ومعه تحف وهدايا فاخرة معربا عن إخلاصه وبيعته فرد عليه جلالته إننا قررنا زيارة العتبات المقدسة، وأن إخلاص وعقيدة باريك ستظهر عند ما يسارع إلينا وأن أبو إسحاق أبلغ باريك بالرسالة وتطلع باريك إلى الأحوال نادما عن فعلته. وقد ألقى التاج والهدايا جانبا وبدأ بتحصين المواقع والقلاع واعتقل السيد محمد آل كمونة لولائه لنا وألقى به في السجن. ولما بلغ هذا النبأ إلى أسماع النواب الخاقان منح حسين بيك لله قيادة الجيش المظفر ورفع راية احتلال تلك البلاد. ولما اطلع باريك على هذا النبأ أدرك أنه لا سبيل أمامه سوى الفرار، فهرب.
وتمكن أنصار جلالته من الافراج عن السيد محمد كمونة وضربوا المسكوكات وألقوا الخطبة باسم جلالته صاحب القران، وتوافدوا لاستقبال جلالته، وبذلك دخل جلالته الولاية في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر جمادى الثانية، ونزل في بستان ميرزا بيربوداق ومن هناك توجه الموكب الملكي لزيارة العتبات العالية، وأمر بتعمير وإعادة بناء الأضرحة في العتبات المقدسة ومنح حكومة تلك الديار إلى خادم بيك طالش أمير الديوان ولقبه بخليفة الخلفاء كما عين السيد محمد كمونة سادنا على العتبات المقدسة.
ومن هناك توجه لاحتلال خوزستان والقضاء على آل مشعشع كما أمر الأمير نجم الدين مسعود ومعه لله بيك وبيرام بيك بالقضاء على ألوس شاه رستم عباسي ورفع راية الفتح نحو بلدة الحويزة وتمكن من احتلالها بعون خالق الأرض والسماء. ثم عاد الموكب الملكي إلى شيراز عن طريق كوه‌كيلويه وأمضى الشتاء في ذلك الإقليم وعين الملا شمس الدين محمد الأصفهاني في منصب استيفاء الديوان الأعلى كما عين أمير بيك موصلو بمنصب صاحب الختم وأمر لهما بالخلع الفاخرة.
ئيلان ئيل، تسعمائة وسبع عشرة، السنة الثانية عشرة للجلوس: عام الحية يوم النوروز يوم الأربعاء الحادي عشر من ذي الحجة الحرام توجه النواب الخاقان من شيراز إلى آذربيجان وفي طريقه إلى آذربيجان عين القاضي محمد كاشي صدر الأبواب حاكما على يزد وكاشان وشيراز والأمير نجم الدين مسعود وكيلا، وقال أن في ذمته مبلغا مقداره ثمانية آلاف تومان من أموال الديوان، يجب على الأمير نجم الدين مسعود أن يستردها منه ويسلمها إلى الخزانة العامة. وأعد الأمير نجم الدين مسعود تقريرا عن أعمال القاضي محمد وعرضه على النواب الخاقان وما كان إلا أن قتلوا القاضي محمد في أقبح حال، وبعد مرور أيام تم عزل أبدال بيك دده ذي القدر حاكم قزوين وساوخ بلاغ وخواري بسبب أعماله الدنيئة، وثم تسليم أراضيه إلى زنيل بيك شاملو ومنح منصب الصدارة إلى المير سيد شريف بن مير تاج الدين علي ابن مير مرتضى بن مير تاج الدين علي بن مير مرتضى بن تاج الدين علي الاسترآبادي الذي كان من أحفاد الداعي الصغير محمد بن زيد والي طبرستان، من جانب أبيه ومن أبناء المير سيد شريف الجرجاني العلامة من جانب والدته ومنذ ذلك اليوم فان منصب الصدارة تفوض إلى السادات العظام.
ووصل الموكب الملكي إلى آذربيجان وتوقف بعض الوقت في تبريز دار السلطنة. وهنا تم عزل حسين بيك لله شاملو الذي كان من أمراء الديوان من منصبه وإحالة منصبه إلى محمد بيك سفره جي باشي استاجلو. وتوفي الأمير نجم الدين مسعود بداء ذات الجنب في بداية شهر رجب، وتم إحالة منصبه إلى الأمير يار أحمد خوزاني ولقب بالنجم الثاني، وقضى صاحب الجلالة فصل الشتاء في تلك السنة في مدينة خوي. وفي فصل الشتاء بدأ الهجوم على شيروان، فتوافدت الأفواج تلوا الأفواج على شيروان، ولما بلغ نبا وصول الموكب الملكي إلى أسماع الشيخ شاه والي شيروان، لجا إلى القلعة، وما كان على حراس القلاع في بادكوبه والمناطق الأخرى إلا المجيء إلى صاحب الجلالة وحظي كل واحد منهم بهدية فاخرة، فتمكنت قوات جلالته من احتلال القلاع المذكورة وسارت الراية الملكية نحو دربند وتم اعتقال يار أحمد آقا ومحمد بيك حارسا تلك القلاع، وتسليم حكومة تلك المنطقة إلى منصور بيك، وتسليم بقية المناطق إلى حسين بيك لله.
وفي هذه السنة تم نقل جثمان السلطان حيدر من تبريز دار السلطنة إلى أردبيل دار الارشاد، حيث كان قد دفن في تبريز قبل اثنين وعشرين عاما.
وأمضى جلالته الشتاء في قراباع. ويذكر أن أحوال الأمير نجم الدين قد تحسنت إلى درجة كان عدد مرافقيه ما يقارب الأربعة الآلاف فارس. وأن خزائن أمواله لا تعد ولا تحصى، وكانت حصة مطبخه مائة خروف يوميا، وخلال هذه السفرة وبالرغم من أن أمتعته كانت قد أرسلت من قبل إلا أنه كان يطبخ يوما أربعة عشر وعاء كلها من الفضة، وأن الأواني كانت جميعها
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370