الغالب واعتقل قاسم بيك وابنه وبقية كبار وأعيان ذي القدر وقتلهم وأرسل رؤوسهم إلى جلالته. وأن صاحب الجلالة عين الأمير نجم الدين مسعود زرگر الرشتي وكيلا وأن عدد معامل جلالته ارتفعت إلى ثلاثة وثلاثين معملا وتم تدبيرها وتعيين مشرفين وأمناء عليها. ويذكر أن الأمير نجم الدين مسعود كان معروفا وخبيرا في بلدة رشت في صياغة المجوهرات وفي تلك الأيام التي كان النواب الخاقان يعيش في ولاية كيلان كان الأمير نجم الدين يقوم بخدمته سرا، ويقضي أيامه آملا إلى أن ذاع صيت جلالته. وصاع لجلالته شدة اشتياقه ورغبته له خاتما ونقش عليه بيتين من الشعر وصف فيهما حاله ورغبته.
وبعد أن تسلم جلالته الخاتم أمره بالانصراف. وبعد أن عاد جلالته إلى أردبيل أصبح الأمير نجم الدين مسعود من أفراد حاشيته وزاد من مكانته يوما بعد يوم لحسن سلوكه كما ارتفع مقامه في فترة قصيرة.
لوي ئيل تسعمائة وست عشرة، السنة الحادية عشرة للجلوس: عام الحوت يوم النوروز يوم الاثنين آخر أيام شهر ذي القعدة الحرام مرة أخرى جهز علاء الدولة ولديه كور شاهرخ وأحمد بيك ومعهما أربعة عشر فارسا ومن المشاة وأرسلهم لمحاربة خان محمد خان انتقاما لدم ولده قاسم بيك. وبعد أن تلاقى الفريقان توجه كل جيش إلى صفوفه. فرجع خان محمد خان مع فوج من جنوده ونصبوا كمينا. وتصور جيش ذي القدر أنهم هربوا فبادروا بجمع الأموال، إلا أن أفراد القزلباش خرجوا من كمائنهم فجأة وهجموا على جيش ذي القدر وقتلوا أولاد علاء الدولة وحاشيتهم، وأرسلوا برؤوسهم إلى صاحب الجلالة في مصيف همذان.
وتم حسب الإرادة الملكية إيفاد خليل بيك في مهمة إلى باريك ملك بغداد ومعه هدايا كثيرة وخلع فاخرة وتاج مرصع لابلاغه عواطف جلالته، وأن باريك أرسل أبو إسحاق بيك شيرهجي إلى جلالته ومعه تحف وهدايا فاخرة معربا عن إخلاصه وبيعته فرد عليه جلالته إننا قررنا زيارة العتبات المقدسة، وأن إخلاص وعقيدة باريك ستظهر عند ما يسارع إلينا وأن أبو إسحاق أبلغ باريك بالرسالة وتطلع باريك إلى الأحوال نادما عن فعلته. وقد ألقى التاج والهدايا جانبا وبدأ بتحصين المواقع والقلاع واعتقل السيد محمد آل كمونة لولائه لنا وألقى به في السجن. ولما بلغ هذا النبأ إلى أسماع النواب الخاقان منح حسين بيك لله قيادة الجيش المظفر ورفع راية احتلال تلك البلاد. ولما اطلع باريك على هذا النبأ أدرك أنه لا سبيل أمامه سوى الفرار، فهرب.
وتمكن أنصار جلالته من الافراج عن السيد محمد كمونة وضربوا المسكوكات وألقوا الخطبة باسم جلالته صاحب القران، وتوافدوا لاستقبال جلالته، وبذلك دخل جلالته الولاية في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر جمادى الثانية، ونزل في بستان ميرزا بيربوداق ومن هناك توجه الموكب الملكي لزيارة العتبات العالية، وأمر بتعمير وإعادة بناء الأضرحة في العتبات المقدسة ومنح حكومة تلك الديار إلى خادم بيك طالش أمير الديوان ولقبه بخليفة الخلفاء كما عين السيد محمد كمونة سادنا على العتبات المقدسة.
ومن هناك توجه لاحتلال خوزستان والقضاء على آل مشعشع كما أمر الأمير نجم الدين مسعود ومعه لله بيك وبيرام بيك بالقضاء على ألوس شاه رستم عباسي ورفع راية الفتح نحو بلدة الحويزة وتمكن من احتلالها بعون خالق الأرض والسماء. ثم عاد الموكب الملكي إلى شيراز عن طريق كوهكيلويه وأمضى الشتاء في ذلك الإقليم وعين الملا شمس الدين محمد الأصفهاني في منصب استيفاء الديوان الأعلى كما عين أمير بيك موصلو بمنصب صاحب الختم وأمر لهما بالخلع الفاخرة.
ئيلان ئيل، تسعمائة وسبع عشرة، السنة الثانية عشرة للجلوس: عام الحية يوم النوروز يوم الأربعاء الحادي عشر من ذي الحجة الحرام توجه النواب الخاقان من شيراز إلى آذربيجان وفي طريقه إلى آذربيجان عين القاضي محمد كاشي صدر الأبواب حاكما على يزد وكاشان وشيراز والأمير نجم الدين مسعود وكيلا، وقال أن في ذمته مبلغا مقداره ثمانية آلاف تومان من أموال الديوان، يجب على الأمير نجم الدين مسعود أن يستردها منه ويسلمها إلى الخزانة العامة. وأعد الأمير نجم الدين مسعود تقريرا عن أعمال القاضي محمد وعرضه على النواب الخاقان وما كان إلا أن قتلوا القاضي محمد في أقبح حال، وبعد مرور أيام تم عزل أبدال بيك دده ذي القدر حاكم قزوين وساوخ بلاغ وخواري بسبب أعماله الدنيئة، وثم تسليم أراضيه إلى زنيل بيك شاملو ومنح منصب الصدارة إلى المير سيد شريف بن مير تاج الدين علي ابن مير مرتضى بن مير تاج الدين علي بن مير مرتضى بن تاج الدين علي الاسترآبادي الذي كان من أحفاد الداعي الصغير محمد بن زيد والي طبرستان، من جانب أبيه ومن أبناء المير سيد شريف الجرجاني العلامة من جانب والدته ومنذ ذلك اليوم فان منصب الصدارة تفوض إلى السادات العظام.
ووصل الموكب الملكي إلى آذربيجان وتوقف بعض الوقت في تبريز دار السلطنة. وهنا تم عزل حسين بيك لله شاملو الذي كان من أمراء الديوان من منصبه وإحالة منصبه إلى محمد بيك سفره جي باشي استاجلو. وتوفي الأمير نجم الدين مسعود بداء ذات الجنب في بداية شهر رجب، وتم إحالة منصبه إلى الأمير يار أحمد خوزاني ولقب بالنجم الثاني، وقضى صاحب الجلالة فصل الشتاء في تلك السنة في مدينة خوي. وفي فصل الشتاء بدأ الهجوم على شيروان، فتوافدت الأفواج تلوا الأفواج على شيروان، ولما بلغ نبا وصول الموكب الملكي إلى أسماع الشيخ شاه والي شيروان، لجا إلى القلعة، وما كان على حراس القلاع في بادكوبه والمناطق الأخرى إلا المجيء إلى صاحب الجلالة وحظي كل واحد منهم بهدية فاخرة، فتمكنت قوات جلالته من احتلال القلاع المذكورة وسارت الراية الملكية نحو دربند وتم اعتقال يار أحمد آقا ومحمد بيك حارسا تلك القلاع، وتسليم حكومة تلك المنطقة إلى منصور بيك، وتسليم بقية المناطق إلى حسين بيك لله.
وفي هذه السنة تم نقل جثمان السلطان حيدر من تبريز دار السلطنة إلى أردبيل دار الارشاد، حيث كان قد دفن في تبريز قبل اثنين وعشرين عاما.
وأمضى جلالته الشتاء في قراباع. ويذكر أن أحوال الأمير نجم الدين قد تحسنت إلى درجة كان عدد مرافقيه ما يقارب الأربعة الآلاف فارس. وأن خزائن أمواله لا تعد ولا تحصى، وكانت حصة مطبخه مائة خروف يوميا، وخلال هذه السفرة وبالرغم من أن أمتعته كانت قد أرسلت من قبل إلا أنه كان يطبخ يوما أربعة عشر وعاء كلها من الفضة، وأن الأواني كانت جميعها