مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٥٨
أسماع السلطان مسعود، فكتب إليه بالامتناع عن هذا الأمر وإلا سلم شقيقته إلى الناس الأوباش. فاجابه علاء الدولة، إذا كانت شقيقتي فهي زوجتك وإذا طلقتها فستكون مطلقتك، وهذا مما يقلل من شان سلطانك. فأنت المختار. فلما تسلم السلطان مسعود هذا الكتاب أعاد شقيقته بعز واحترام تامين. ومن ثم توجه السلطان مسعود إلى خراسان، وعين أبو سهل الهمداني نائبا عنه. فوقع حرب بين علاء الدولة وأبي سهل، فكان أبو سهل هو الغالب فاستولى على مدينة أصفهان.
سيجقان ئيل تسعمائة واثني عشر، السنة السابعة للجلوس: عام الفأر يوم النوروز يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال وصل خبر احتلال أصفهان إلى أسماع مراد بيك بانيدري فهرب إلى هرات خوفا، وقام أحمد سلطان وزيره بتدبير أمور البلاد، ونظرا للمصلحة العامة أشفق النواب الخاقان على ممتلكات حسين بيك، فبادر حسين بيك بارسال جومة بيك محافظه إلى تلك الديار لتدبير الأمور، فلما سمع أحمد سلطان بوصول جومة بيك خرج إلى خارج المدينة لاستقباله فعززه وأكرمه وأدخله في منزله وكان له بالمرصاد إلى أن قتله في الحمام في أحد الأيام وأصدر أوامره بتدبير الأمور.
فوصل الخبر إلى الرئيس محمد كره حاكم أبرقوه، فانتهز الفرصة وهاجم أحمد سلطان وقتله واستولى على القلعة. فما أن بلغ الخبر إلى النواب الخاقان حتى توجه من أصفهان في السادس والعشرين من شهر جمادى الثانية ووصل إلى يزد في أول شهر رجب مع عساكره المنصورة، وفرض الحصار على القلعة حتى شهر رمضان المبارك، وكانت خسائر الجانبين سبعة آلاف قتيل، إلى أن استسلم محمد كره واستولى النواب الخاقان على القلعة وألقى بالرئيس محمد في القفص الحديدي وبينما هو في ذلك بلغه خبر تمرد جماعة في أرض طبس، فسارع للوصول إلى تلك الحدود، وقتل جميع المتمردين وعاد إلى مدينة يزد.
وأمر بمعاقبة سليمان بيك ذي القدر حاكم شيراز بسبب عصيانه وتمرده، ومنح حكومة شيراز لمنصور بيك أفشار، وحكومة يزد إلى حسين بيك لله. وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر شعبان توجه إلى أصفهان وانتهز أحمد سلطان الفرصة في الطريق فانتحر. فامر النواب الخاقان بعد وصوله إلى مدينة أصفهان في شهر شوال باحراق جثمان أحمد سلطان غضبا، كما أرسل جنودا من ذي القدر إلى أبرقوه فاحتلوها.
وفي نهاية هذا العام قدم مرافق بايزيد باشا من جانب السلطان بايزيد صاحب الروم العثمانيين للتهنئة، وقد أمر النواب الخاقان باستدعاء عساكره المنصورة من أطراف فارس والعراق وتجمع الناس في محلة حاله سياه، وذهب صاحب الجلالة بنفسه مع حارسه الخاص إلى الصيد، ثم أمر الأمراء وأركان الدولة بالتوجه للصيد. ويقال: إن ستين ألف وسبعمائة طريدة قتلت في ذلك اليوم وأصدر جلالته أمرا للأساتذة الماهرين ببناء منارة مرتفعة خارج المدينة تبقى مدى الحياة، ولا تزال قائمة حتى الآن. كما أمر ببناء قبة عالية وعمارة على مقبرة أخيه الشيخ نظام الدين أمير أحمد الواقعة في قرية أوجان فارس وأمر بان تكون القرية المذكورة وقفا على المقبرة.
أودي ئيل تسعمائة وثلاث عشرة، السنة الثامنة للجلوس: عام الثور يوم النوروز يوم الجمعة السابع والعشرون من شهر شوال توجه النواب الخاقان إلى مصيف همذان بجبال الوند، ثم في الشتاء في خوي وأرومي، وأمر بارسال العساكر المنصورة إلى تلك الحدود للقضاء على جماعة الأشرار والمتمردين، وأعطى قيادة العساكر إلى بيرام خان قرامانلو وخادم بيك خليفة الخلفاء، ونظرا لتمرد كل من عبدي بيك شاملو شقيق دورمش خان، وساروا علي مهردار تكلوا فقد قتلهما. وأمر ببناء قبة عالية وعمارة على ضريح سيدنا سهل بن علي عليه التحية والثناء كما أمر بحفر ينابيع المياه وبناء العمارات والأحواض والبساتين في المكان المذكور.
بارس ئيل تسعمائة وأربع عشرة، السنة التاسعة للجلوس: عام النمر يوم النوروز يوم السبت التاسع من ذي القعدة الحرام قرر النواب الخاقان التوجه من همذان للهجوم على صارم الكردي وتحركت حاشيته ووصل خبر توجه النواب الخاقان إلى صارم الكردي فهرب، فلاحقته العساكر المنصورة، وبادرت بالقتل والنهب والسرقة. ثم توجهت القافلة المالكة إلى بلدة رشت، فوصل الخبر إلى أسماع الأمير حسام الدين والي رشت، فأرسل بواسطة الأمير نجم الدين مسعود الرشتي التحف والهدايا واعتذر فعفا عنه النواب الخاقان، ثم سمع جلالته بأنباء رجوع صارم الكردي إلى أرومي مع جمع كبير من أنصاره، فسد طريقه كل من بيرام بيك وخادم بيك خليفة الخلفاء مع جمع من أفراد القزلباش، فقتل ابن صارم الكردي مع جماعة من المعارضين وكانت الغنائم كثيرة، وفي بلدة خوي تشرفوا بجلالته وعوقب أبدال بيك دده قورجي باشي بسبب القصور الذي ظهر منه. وأمضى جلالته الشتاء في خوي. وفي السادس عشر من شهر ذي الحجة الحرام انتقل الميرزا سلطان حسين بايقرا والي خراسان إلى جوار ربه وتسلم السلطة بعده ولده.
توشقان ئيل تسعمائة وخمس عشرة، السنة العاشرة للجلوس: عام الأرنب يوم النوروز يوم الأحد التاسع عشر من شهر ذي القعدة الحرام وصلت الأنباء إلى صاحب الجلالة أن السلطان مراد بعث رسولا إلى علاء الدولة حفيد ناصر حاكم بلاد مرعش، وانتخبه صهرا له ليتمكن بمساعدته وبالتعاون مع جماعة ذي القدر والتركمان وتلك المناطق من الاستيلاء على قلاع ولاية ديار بكر وضواحيها وأن النواب الخاقان قرر القضاء عليهم ولهذا السبب بعث بالرسائل والأحكام إلى كل البلاد وإلى أمناء الولايات بان يجمعوا أنصارهم بقدر الإمكان والتوجه نحو بلاطه، وبعد ذلك توجهت رايات الفتح إلى آذربيجان وحاول التركمان خلال الليل القيام بهجوم إلا أن قوات جلالته كانت قد استقرت في سفح الجبل.
ووصل الخبر إلى أمير خان موصلو فتوجه مع جماعته إلى العتبة المباركة، فنال وحظي بالشفقة الملكية. وأن علاء الدولة لما سمع ذلك النبأ الهائل تحصن في قلعة درنا فحاصرت قوات القزلباس تلك القلعة وأن النواب الخاقان توجه بنفسه في اليوم الثالث إلى القلعة لاحتلالها وقد هربت جماعة ذي القدر لما شاهدت هيبة وجلال جلالته وأن القزلباش غنموا أموالا كثيرة وبفضل حيدر الكرار استولت الحكومة على قلاع تلك الديار. فمنح حكومة تلك الديار إلى خان محمد خان بن يرام بيك استاجلو وأن جلالته أمضى فصل الشتاء في مدينة خوي ومن هناك توجه إلى العراق.
وأوفد علاء الدولة جيشا بقيادة ابنه قاسم بيك على محمد خان محمد.
فاندلعت الحرب بين الجانبين وبالرغم من قلة جيش خان محمد خان فكان هو
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370