أسماع السلطان مسعود، فكتب إليه بالامتناع عن هذا الأمر وإلا سلم شقيقته إلى الناس الأوباش. فاجابه علاء الدولة، إذا كانت شقيقتي فهي زوجتك وإذا طلقتها فستكون مطلقتك، وهذا مما يقلل من شان سلطانك. فأنت المختار. فلما تسلم السلطان مسعود هذا الكتاب أعاد شقيقته بعز واحترام تامين. ومن ثم توجه السلطان مسعود إلى خراسان، وعين أبو سهل الهمداني نائبا عنه. فوقع حرب بين علاء الدولة وأبي سهل، فكان أبو سهل هو الغالب فاستولى على مدينة أصفهان.
سيجقان ئيل تسعمائة واثني عشر، السنة السابعة للجلوس: عام الفأر يوم النوروز يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال وصل خبر احتلال أصفهان إلى أسماع مراد بيك بانيدري فهرب إلى هرات خوفا، وقام أحمد سلطان وزيره بتدبير أمور البلاد، ونظرا للمصلحة العامة أشفق النواب الخاقان على ممتلكات حسين بيك، فبادر حسين بيك بارسال جومة بيك محافظه إلى تلك الديار لتدبير الأمور، فلما سمع أحمد سلطان بوصول جومة بيك خرج إلى خارج المدينة لاستقباله فعززه وأكرمه وأدخله في منزله وكان له بالمرصاد إلى أن قتله في الحمام في أحد الأيام وأصدر أوامره بتدبير الأمور.
فوصل الخبر إلى الرئيس محمد كره حاكم أبرقوه، فانتهز الفرصة وهاجم أحمد سلطان وقتله واستولى على القلعة. فما أن بلغ الخبر إلى النواب الخاقان حتى توجه من أصفهان في السادس والعشرين من شهر جمادى الثانية ووصل إلى يزد في أول شهر رجب مع عساكره المنصورة، وفرض الحصار على القلعة حتى شهر رمضان المبارك، وكانت خسائر الجانبين سبعة آلاف قتيل، إلى أن استسلم محمد كره واستولى النواب الخاقان على القلعة وألقى بالرئيس محمد في القفص الحديدي وبينما هو في ذلك بلغه خبر تمرد جماعة في أرض طبس، فسارع للوصول إلى تلك الحدود، وقتل جميع المتمردين وعاد إلى مدينة يزد.
وأمر بمعاقبة سليمان بيك ذي القدر حاكم شيراز بسبب عصيانه وتمرده، ومنح حكومة شيراز لمنصور بيك أفشار، وحكومة يزد إلى حسين بيك لله. وفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر شعبان توجه إلى أصفهان وانتهز أحمد سلطان الفرصة في الطريق فانتحر. فامر النواب الخاقان بعد وصوله إلى مدينة أصفهان في شهر شوال باحراق جثمان أحمد سلطان غضبا، كما أرسل جنودا من ذي القدر إلى أبرقوه فاحتلوها.
وفي نهاية هذا العام قدم مرافق بايزيد باشا من جانب السلطان بايزيد صاحب الروم العثمانيين للتهنئة، وقد أمر النواب الخاقان باستدعاء عساكره المنصورة من أطراف فارس والعراق وتجمع الناس في محلة حاله سياه، وذهب صاحب الجلالة بنفسه مع حارسه الخاص إلى الصيد، ثم أمر الأمراء وأركان الدولة بالتوجه للصيد. ويقال: إن ستين ألف وسبعمائة طريدة قتلت في ذلك اليوم وأصدر جلالته أمرا للأساتذة الماهرين ببناء منارة مرتفعة خارج المدينة تبقى مدى الحياة، ولا تزال قائمة حتى الآن. كما أمر ببناء قبة عالية وعمارة على مقبرة أخيه الشيخ نظام الدين أمير أحمد الواقعة في قرية أوجان فارس وأمر بان تكون القرية المذكورة وقفا على المقبرة.
أودي ئيل تسعمائة وثلاث عشرة، السنة الثامنة للجلوس: عام الثور يوم النوروز يوم الجمعة السابع والعشرون من شهر شوال توجه النواب الخاقان إلى مصيف همذان بجبال الوند، ثم في الشتاء في خوي وأرومي، وأمر بارسال العساكر المنصورة إلى تلك الحدود للقضاء على جماعة الأشرار والمتمردين، وأعطى قيادة العساكر إلى بيرام خان قرامانلو وخادم بيك خليفة الخلفاء، ونظرا لتمرد كل من عبدي بيك شاملو شقيق دورمش خان، وساروا علي مهردار تكلوا فقد قتلهما. وأمر ببناء قبة عالية وعمارة على ضريح سيدنا سهل بن علي عليه التحية والثناء كما أمر بحفر ينابيع المياه وبناء العمارات والأحواض والبساتين في المكان المذكور.
بارس ئيل تسعمائة وأربع عشرة، السنة التاسعة للجلوس: عام النمر يوم النوروز يوم السبت التاسع من ذي القعدة الحرام قرر النواب الخاقان التوجه من همذان للهجوم على صارم الكردي وتحركت حاشيته ووصل خبر توجه النواب الخاقان إلى صارم الكردي فهرب، فلاحقته العساكر المنصورة، وبادرت بالقتل والنهب والسرقة. ثم توجهت القافلة المالكة إلى بلدة رشت، فوصل الخبر إلى أسماع الأمير حسام الدين والي رشت، فأرسل بواسطة الأمير نجم الدين مسعود الرشتي التحف والهدايا واعتذر فعفا عنه النواب الخاقان، ثم سمع جلالته بأنباء رجوع صارم الكردي إلى أرومي مع جمع كبير من أنصاره، فسد طريقه كل من بيرام بيك وخادم بيك خليفة الخلفاء مع جمع من أفراد القزلباش، فقتل ابن صارم الكردي مع جماعة من المعارضين وكانت الغنائم كثيرة، وفي بلدة خوي تشرفوا بجلالته وعوقب أبدال بيك دده قورجي باشي بسبب القصور الذي ظهر منه. وأمضى جلالته الشتاء في خوي. وفي السادس عشر من شهر ذي الحجة الحرام انتقل الميرزا سلطان حسين بايقرا والي خراسان إلى جوار ربه وتسلم السلطة بعده ولده.
توشقان ئيل تسعمائة وخمس عشرة، السنة العاشرة للجلوس: عام الأرنب يوم النوروز يوم الأحد التاسع عشر من شهر ذي القعدة الحرام وصلت الأنباء إلى صاحب الجلالة أن السلطان مراد بعث رسولا إلى علاء الدولة حفيد ناصر حاكم بلاد مرعش، وانتخبه صهرا له ليتمكن بمساعدته وبالتعاون مع جماعة ذي القدر والتركمان وتلك المناطق من الاستيلاء على قلاع ولاية ديار بكر وضواحيها وأن النواب الخاقان قرر القضاء عليهم ولهذا السبب بعث بالرسائل والأحكام إلى كل البلاد وإلى أمناء الولايات بان يجمعوا أنصارهم بقدر الإمكان والتوجه نحو بلاطه، وبعد ذلك توجهت رايات الفتح إلى آذربيجان وحاول التركمان خلال الليل القيام بهجوم إلا أن قوات جلالته كانت قد استقرت في سفح الجبل.
ووصل الخبر إلى أمير خان موصلو فتوجه مع جماعته إلى العتبة المباركة، فنال وحظي بالشفقة الملكية. وأن علاء الدولة لما سمع ذلك النبأ الهائل تحصن في قلعة درنا فحاصرت قوات القزلباس تلك القلعة وأن النواب الخاقان توجه بنفسه في اليوم الثالث إلى القلعة لاحتلالها وقد هربت جماعة ذي القدر لما شاهدت هيبة وجلال جلالته وأن القزلباش غنموا أموالا كثيرة وبفضل حيدر الكرار استولت الحكومة على قلاع تلك الديار. فمنح حكومة تلك الديار إلى خان محمد خان بن يرام بيك استاجلو وأن جلالته أمضى فصل الشتاء في مدينة خوي ومن هناك توجه إلى العراق.
وأوفد علاء الدولة جيشا بقيادة ابنه قاسم بيك على محمد خان محمد.
فاندلعت الحرب بين الجانبين وبالرغم من قلة جيش خان محمد خان فكان هو