مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٥٤
على مدينة شيروان طالبا ثار والده، فما كان عليه إلا أن يدخل مع سيدنا مدخل الكيد والنفاق، فأرسل مندوبا إلى صهره السلطان يعقوب وأعلن أنه بالرغم من أن السلطان حيدر ينوي احتلال الجركس لكن قد يعتزم التوجه نحو شيروان إذا وصل إلى حوالي دربند وطبرسران ولا يحتل أي أرض، فعليك أن تجند جيشا قويا. فلما بلغ هذا الخبر إلى السلطان يعقوب، أرسل سليمان بيجن أوغلي ومعه أربعة آلاف فارس من التركمان لمساعدة شيروان شاه، ففرح شيروان شاه من وصول المساعدة التي أرسلها السلطان يعقوب، وكان العسكران من شيروان والتركمان قد شكلا اجتماعا عظيما بالقرب من شماخي إلا أن السلطان حيدر توجه إلى تلك الديار ومعه جنده الغزاة عبر طريق شكى مارا بقلعة دربند، إلا أن أهالي تلك المنطقة استخدموا أسلوب العناد واعتدوا على عسكر السلطان حيدر، مما دفع سيدنا بالايعاز إلى جنده الغزاة باحتلال القلعة والمدينة، وتأديب الأهالي الضالين، ففي مدة قصيرة اهتزت أركان ذلك الحصن الحصين واقترب فتحه واحتلاله، وهنا وصل قرابيري قاجار من الخلف على رأس جيشه، ووصلت الأخبار أن فوجا من جيش التركمان عبر النهر، وأن شيروان الملك التحق بهم مع عسكر شيروان لمحاربة عسكر سيدنا المنصور وتواردت الأنباء عن وصول تلك المجموعة، مما اضطر السلطان حيدر للانسحاب من القلعة والاستعداد لمواجهة تلك الفرقة الخائنة، وقد اشتبك العسكران بالقرب من طبرسران، وخلال هذه المعركة حاول سليمان بيجن أوغلي مع فوج من أبطال القتال محاربة سيدنا السلطان الغازي. فتولى السلطان حيدر بنفسه قيادة الحرب، فضربه بالسهم وألقاه على الأرض من على ظهر الجواد، واكتفى بذلك ولم يقتله. فعاد سليمان بيجن أوغلي وركب حصانه وسال سيدنا عن سبب الامتناع من قتله، فأجاب أن أجله لم يأت بعد، وأن أجلي قد حان وانتهى عمري وسأستشهد في هذه المعركة. فخلال المعركة انطلق سهم وأصاب سيدنا وأرداه قتيلا، ودفن جثمانه الشريف في طبرسران. وفي المرة الثانية التي توجه فيها الخاقان لتأديب الشيخ شاه إلى شيروان، كان قد مضى على حادث السلطان حيدر اثنان وعشرون سنة، فاخرجوا الجثمان من ذلك المكان ونقلوه إلى دار الارشاد في مدينة أردبيل ودفنوه إلى جانب قبور أجداده الكبار المباركة. وكان ذلك في شهر شعبان اثنان أو ثلاثة وتسعين بعد الثمانمائة.
ويقول كاتب حبيب السير وتاريخ جهان آرا والفتوحات: كان لسيدنا ثلاثة أولاد من زوجته السمحاء ابنة حسن الملك وهم: السلطان علي ميرزا المعروف بالسلطان علي بادشاه، وإسماعيل ميرزا، وسيد إبراهيم ميرزا، ويقول حسن بيك صاحب كتاب أحسن التواريخ وكتاب بحر الفوائد: إن السيد محمد ميرزا والسيد سليمان ميرزا والسيد حسن ميرزا والسيد داود ميرزا هم أولاد السلطان حيدر أيضا، ولم يذكر اسم السيد إبراهيم بين أولاده.
ذكر أحوال علي بادشاه بن السلطان حيدر:
الأخ الرشيد للنواب الخاقان صاحب القران الملك إسماعيل عند ما سمع الصوفيون السعداء من أنصار هذه العائلة التي يعتبر أفرادها من الفاتحين لدولة الاخلاص والوفاء، عند ما سمعوا حياة وبقاء أولاد ذلك السلطان العظيم الشأن، أخذوا يتهافتون على دار الارشاد في أردبيل يوما بعد يوم، لتجديد البيعة وإعداد وسائل الحرب والغزو. إلا أن أصحاب العناد واللجاج أبلغوا السلطان يعقوب بهذا الحدث، وأطلعوه أن نجل السلطان حيدر قد تربع على كرسي الارشاد بأمر من والده، وأن الصوفية من الصفوية توحدوا وتجمعوا، وأن راية دولته سترتفع شاهقة قريبا.
وتأسف السلطان يعقوب من هذا الحادث وتذكر قرابة وحياء شقيقته المعظمة حليمة بيگم، فأرسل أحد الأمراء البارزين مع مجموعة من التركمان إلى أردبيل ليقنعوا سيدنا ويأخذوه إلى قلعة أصطخر في فارس، ويسلموه إلى منصور بيك برناك حاكم تلك الديار.
ولما وصلت الجماعة المذكورة إلى مدينة أردبيل، توكل السلطان علي بادشاه على الخالق القدير وتوجه إلى أصطخر برفقة والدته المحترمة وإخوته الكرام، وفي أحد الأشهر من سنة ست وتسعين بعد الثمانمائة دخل إلى القلعة وقضى هناك فترة من الزمن، وكان منصور بيك برناك يقوم بواجبه نحو السلطان علي وحاشيته خير قيام، إلى أن فارق السلطان يعقوب الحياة، وانقسم أمراء التركمان إلى مجموعتين: اتفقت مجموعة على حكومة أخيه مسيح ميرزا، واتفقت المجموعة الثانية على جلوس بايسنقر واستشهد مسيح ميرزا في هذه المعركة، وجلس ميرزا بايسنقر على العرش.
وقرر أصحاب عم رستم ميرزا بن مقصود ميرزا بن الملك المرحوم حسن بيك وهم من أنصار مسيح ميرزا اعتقاله وإرساله إلى قلعة النجق، وتسليمه إلى فرقة السيد علي مسؤول القلعة. فلما مضى على ذلك بعض الوقت توجه آيبه سلطان إلى قلعة النجق وجمع أفراد السيد حوله وأخرجوا رستم ميرزا من تلك القلعة، واختاروه ملكا كما تجمع حولهم أناس كثيرون، واقترحوا التوجه إلى تبريز ومحاربة بايسنقر ميرزا، إلى أن وصلوا إلى ضفاف نهر أرس وأقاموا هناك. وخرج ميرزا بايسنقر من تبريز للقضاء على الفتنة، ولما وصل إلى مدينة مرند أرسل بعض أفراده إلى جانب رستم ميرزا للتقصي، ولكنهم لم يكونوا مخلصين فالتحقوا برستم ميرزا، فوقعت الفرقة بين أفراد جيش ميرزا بايسنقر مما تعذر عليه ضبطهم. واضطر إلى ترك أعباء وأحمال وأثقال الملك، وتوجه مع عدد قليل من حاشيته نحو خاله شيروان شاه عبر طريق أهر، قراجه داع، وكان المنتصر ميرزا رستم فدخل مدينة تبريز مظفرا منصورا وجلس على العرش.
إلا أن شيروان شاه أقدم على مساعدة ابن شقيقته وصهره وكان يهئ الأمر لإعادة ميرزا بايسنقر إلى الحكم. وكان ميرزا رستم أيضا يفكر في مصير نفسه واستشار الأمراء وكبار حاشيته فقرر في النهاية استدعاء كوكب سماء الخلافة سيدنا السلطان علي بادشاه من قلعة أصطخر وإرساله إلى شيروان طالبا ثار جده ووالده، وأيا كان الغالب والمغلوب فقد حصل هو على المراد الظاهري والباطني، فخرج السلطان علي بادشاه من قلعة أصطخر في سنة تسع وتسعين بعد الثمانمائة، وكانت مدة إقامته في قلعة أصطخر أربعة أعوام وستة أشهر، ودخل مدينة تبريز بالاعزاز والاكرام ورحب به رستم ميرزا وضمه إلى صدره، كما توجه نحوه الصوفيون المخلصون الذين كانوا قد ذهبوا إلى كل صوب وحدب، وازدادت الجماعة المخلصة الوفية حوله، إلا أن الأخبار تواترت عن توجه بايسنقر ميرزا على رأس عسكر شيروان نحو آذربيجان، فسمع بذلك رستم ميرزا وأرسل السلطان علي بادشاه مع آيبه سلطان وأفواج من عساكر التركمان لمحاربة بايسنقر والشيروانيين. فوصلوا إلى
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370