71 إن الشيخ الرئيس يشير إلى أن مفعول الأدوية قد يختلف من بلد لآخر بسبب الجو والمناخ فهو يقول: ومعجون الأسقف نافع للمشائخ وفي البلدان الباردة الصخرية موافقة عجيبة. 19 أ. وهذا ما نعرفه اليوم.
72 ينبه الشيخ الرئيس الطبيب لحقيقة التداخل العلاجي الذي قد يذهب بفعالية الدواء، والمعروف لدينا اليوم، فهو يقول: وإذا سقوا الأيارج بعد دهن الخروع أذهب بقابليته واستفرغ من الخلط ما بقي. 19 أ.
73 إن الشيخ الرئيس ينبه الطبيب لنتائج المعالجة الطبية ويستعملها داعية لاستمرار المعالجة الطبية فهو يقول: فان خرج ثفل وبقي الوجع فأعد وأعد حتى يخرج سفل رقيق مري أو شئ شبيه بمح البيض عفن منتن، وينكل في تكرار الحقنة حتى يستفرغ المادة بكليتها ويسكن الوجع. 19 ي وهو ينبهه لما يجب عليه أن يفتش عليه ليعرف نتيجة المعالجة الطبية ووجوب تبديلها إذا فشل العلاج الطبي.
74 إن بعض الوصفات الطبية التي يستعملها الشيخ الرئيس تحتوي على بعض المواد التي لا يتقبلها العلم الحديث، ونطلق عليها بعض الأحيان خرافات علاجية، ولكن العذر الذي نعطيه لطبيب تلك الأوقات هو عدم وجود التصنيع الدوائي المعروف في الوقت الحاضر، فاستعمال خرء الذيب الأبيض لا نقبله علميا اليوم ولكنه يصفه بقوله: خرء الذيب الأبيض درهمين يطبخ مثل الأولى. 20 أ.
75 إن الشيخ الرئيس يستعمل الحقنة في المعالجة الطبية ولكنه يبدل تركيب الأدوية التي يستعملها فيها للحصول على النتيجة المرجوة من المعالجة الطبية في مختلف الحالات المرضية، فهو يبدل الحقنة إذا كانت العلة أصعب، أو أن النتيجة لم تكن مرضية، أو إذا احتيج إلى تأثير أقوى، أو أن الحقنة الفلانية مجربة، فهو مثلا يذكر بان يحقن به، وهذا مجرب غايته، فان أعوزت الخطاطيف استعمل هذه الحقنة. 20 أ.
76 يشير صاحبنا إلى مدة بقاء الحقنة في الأمعاء أثناء المعالجة ويعطيها الأهمية في التأثير العلاجي وهو ما يمارسه طبيب اليوم حينما يريد تأثيرا خاصا للحقنة المحتبسة فهو يقول مثلا: ويتركها حتى تبقى هذه في الجوف فيفعل فعلها. 21 أ.
77 إنه يفرق بين المرضى والحالات المرضية ومدى استفادتهم من العلاج فهو يقول مثلا: والذين يعتريهم هذه العلة دائما، وغير شديد ينتفعون منفعة عجيبة بهذه الحقنة. 21 ب.
ويذكر مثالا طبيا ليؤكد قوله قائلا: وقد عالجت بهذا وحده فقيها ببخارى فانقطعت عنه هذه العلة وأذابت غدة عظيمة كانت في معائه. 21 ب.
78 لم يكن باستطاعة الشيخ الرئيس استعمال وسائل الفحص الحديث مثل التشخيص بالأشعة والمختبر. لذا فهو يستعمل موضع الألم كدليل للعلاج وينصح الطبيب بترك الحقنة إن هي آلمت المريض فهو يقول: استعمال الحقنة بتأمل موضع الوجع وجهة ميله، فان كان الميل إلى الظهر فيجب أن تستعمل مستلقيا، وإن كان إلى قدام استعمل مبركا، وإن مال إلى جانب فعلى ذلك الجانب، وعلى كل حال فأي نص استعمل عليه الحقنة فأدت إلى تألمه وجلبت عليه مشقة، تركت واستعمل على ما سهل عليه، فيجب أن يجرب أسباب حقنه فأيما أخف عليه أخذ به. 22 أ.
79 إن الشيخ الرئيس يستعيض بالحقنة باستعمال الحمولات وهي إحدى وسائل المعالجة المتبعة اليوم فهو يقول مثلا: ويشيف حملات قوية يخرج الثفل الكثير مع البلغم اللزج يجعل طولها ست أصابع 22 أ.
80 في الفصل الرابع المخصص لمعالجة القولنج الثفلي يبدأه الشيخ الرئيس بالقول: إن التكميد من أضر الأشياء لهذه العلة. 22 ب ناصحا الطبيب ومنبها إياه للنواهي ويلزمه بالتفتيش عن السبب الأصلي للمرض فهو يقول: وقبل هذا فيجب أن يبحث عن السبب. 22 ب، لأن معرفة الطبيب للسبب سوف تنير طريقه في المعالجة، كما يقول: فان كان السبب هو يبس الأغذية فيجب أن يستعمل الأغذية المرطبة اللينة المزلقة. 22 ب.
81 إن الاستشهاد بالحالات المرضية ووصف حالات خاصة تعزز التشخيص، وتفيد في تذكير الطبيب الممارس إلى ذلك، فيه أهمية تعليمية كبرى وهذا ما يمارسه الشيخ الرئيس بقوله وقد ذكر بعض المتطببين أن رجلا أصابه القولنج بسبب تغذيته بأربعين بيضة مشوية وكان من علاجه أن أشار عليه باستفاف ثلاثة راحات من ملح ثم يتجرع الماء الكثير فلما عملت بذلك انطلقت طبيعته. 22 ب.
82 يخصص ابن سينا في الصفحة 23 أو 23 ب وصف الأغذية التي يجب أن تستعمل لكل نوع من أنواع القولنج ويركز على جانب النتائج لتبديل تلك الأغذية ويترك مجالا للتجربة في الحصول على نتائج أفضل، كما يخصص الفصل الخامس 42 أو 42 ب للحقن والشيافات التي تصلح لهم مبينا تركيب كل حقنة بالتفصيل وطريقة تحضيرها كما نتبعه اليوم فهو يقول مثلا:
تعمله حقنة يؤخذ من السلق قبضة ومن النخالة حفنة ومن التين عشرة أعداد وخطمي أبيض عشرة دراهم يطبخ في سبعة أرطال ماء حتى يبقى رطل ويلقى عليه من السكر الأحمر عشرة دراهم، ومن البورق مثقال، ومن المرئ نصف أوقية ويحقن به ويعاد مثل الحقنة بعينها حتى يخرج جميع البنادق. 24 أ.
وفيه وصف لطريقة صنع الحقنة أيضا.
83 إن الشيخ الرئيس ينبه الطبيب إلى مضاعفات العلاج وطرق المعالجة إن حدثت تلك المضاعفات فقد خصص فصلا كاملا قائلا: الفصل السادس في تدارك أحوال تعقب الحقن قد يعقب بعض الحقن في القولنج إذا استعملت بمقدار أكثر وكانت أغلظ قواما أو أقل سخونة بالقوة أو بالفعل. أما للتوقي على عضو تجاور الأمعاء....
25 أ.
84 لا يترك ابن سينا من المضاعفات التي نعرفها اليوم شيئا دون أن يدونه ويصف للطبيب طرق الوقاية والعلاج فهو يذكر مثلا: وقد يعرض من الحقنة استرخاء في المقعدة وخدر ويتدارك بالعود إلى الحقن والشيافات التي تخص القولنج. 25 ب. ويكرر قوله: وربما عرض للمقعدة السلخ والتقزح بالشيافات وبطرق المحقنة إذا كانت فيه خشونة ويصلحه صفرة البيض