يقول: فهي أولا بان يخرج من أن يقتل إلا ما كان في المستقيم من صغار الديدان، على أن هذا النوع من الديدان 28 أ. إنما يحدث زحيرا ولا يكاد يبلغ إلى إحداث أوجاع قولنجية 28 ب. إنه يذكر بعض الأمور التي لا نقرها اليوم مثل ميل الديدان إلى بعض الأغذية وتأثرها برائحتها، كما يقول:
ثم بعد ذلك في اللبن دواء قتالا للديدان مع سكر، فربما مص قبل تناوله الكباب فشبت لرائحته من مكانها وأقبلت على المص لما ينحدر إليها فإذا اتبع ذلك هذه الأدوية القاتلة لها في اللبن بغتة كان أقتل لها 28 ب أو ينصح بسد المنخرين خوفا من روائح الديدان كما يقول: وإذا شربت الأدوية الدودية فيجب أن يسد المنخران سدا شديدا لا يكثر من إخراج النفس وإدخاله إن أمكن فان الأصوب أن لا يختلط في النفس شيئا من روائحها 28 ب.
94 ومن الحقائق الطبية المعروفة لدينا هي أن حال المريض قد لا تسمح باعطائه أدوية الديدان ويجب أن تحسن حالته وترفع مقاومته قبل البدء بالمعالجة، وهذا ما يشير إليه الشيخ الرئيس بقوله: وفي العلاج المتصل بعلاج الديدان إصلاح الشهوة إذا سقطت 29 أ. كما أنه يعدد أنواع الديدان قائلا: والأدوية التي تقتل حب القرع والمستديرة، ويقتل أيضا الطوال والسيب 29 أ.
وهو يخصص الصفحة 29 أو 29 ب لمعالجة مختلف أنواع الديدان ولكنه يعود ليذكر أن شعر الحيوان المسمى آخريمون له فعالية دوائية بقوله:
من الأدوية العجيبة في جميع ضروب الديدان شعر الحيوان المسمى آخريمون فيما يذكر 30 أ. إن الشيخ الرئيس يشير إلى طريق المعالجة عن طريق الشرج، فهو يقول: وأما أدوية الديدان الصغار فقل ما يعرض منها آلام قولنجية كما بينا إلا أنه يقتلها احتمال الملح والاحتقان بالماء الحار ويقلع مادتها، وأقوى من ذلك حقنة يقع فيها القنطوريون والقرطم والزوفا 30 أ. إنه يصف أيضا طريقة أخرى لاخراج الديدان الشرجية التي نسميها قائلا: ومما يلفظ هذه الصغار أن يدس في المقعدة لحم سمين مملوح وقد شد عليه مجذب من خليط، فإنها تجتمع عليه بحرص، ثم يجذب بعد صبر عليها ساعة، إن أمكن، فيخرجها ويعاودوا إلى أن يستنفى 31 أ.
95 يتطرق صاحبنا إلى أغذية المصابين بالديدان وينصح بعدم تعرضهم للجوع، إذ أن ذلك قد يسبب أعراضا لهيجان الديدان، ونحن نعرف اليوم أن الديدان يجب أن لا تتعرض للإثارة: لأن ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات، وهذا ما يقوله الشيخ الرئيس أيضا. وأما الوقت والترتيب فيجب أن لا يجاع فتهيج هي ويلذع المعدة وربما أسقطت الشهوة بل يجب أن يغذوا قبل حركتها في وقت الراحة وأن يفرق غذاءهم فيطعموا كل قليل إلا في نوبة القولنج 31 أ.
96 إن طبيب اليوم لا يمارس الفصد لمعالجة الأورام أو أي قولنج إلا في بعض أمراض القلب ولكن الشيخ الرئيس ينبه الطبيب إلى حالة المريض قبل فصده وإلى سنه والوضع العام، وهو ما يشير إليه بقوله: الفصل العاشر في علاج القولنج الورمي: أما الكائن عن ورم حار فيجب أن يستفرغ منه الدم بالفصد من الباسليق إن كان السن والحال والقوة وسائر الموجبات يرخص فيه ويوجبه 32 أ.
وهو يخصص الصفحة 32 أو 32 ب لمختلف الأغذية والوصفات الخاصة بالقولنج الورمي الحار. أما الصفحة 33 أفيخصصها إلى القولنج الكائن من الورم البارد. إن محاولة شرح نوعي القولنج الورمي الحار والبارد بما نعرفه اليوم لا ينطبق إلا على التهاب الزائدة المصحوب بالكتلة التي قد تكون حارة أو باردة، وهو ما يسميه الشيخ الرئيس الورمي الحار والورمي البارد.
97 إن الشيخ يولي أهمية خاصة للوقاية من مرض القولنج وهو يخصص الفصل الأخير من كتابه لذلك واصفا كل ما يجب على الشخص اتباعه فهو يقول: الفصل الحادي عشر في وجه احتراز المستعد للقولنج عن القولنج 33 أو هو يصف أسباب الاستعداد وطرق الوقاية قائلا: الاستعداد لهذه العلة يكون لضعف الأمعاء عن المزاج الردئ الذي ينفعل معه عن الأسباب الضعيفة بسرعة، وتدبيره تقوية الأمعاء بتعديل مزاجها 33 أ. ويشترط عدم معونة الأدوية عند تعريف الحالة الصحية الجيدة قائلا: ويعتبر عودة إلى المزاح الفاضل وتمام قوته بتمام أفعاله 33 أمن غير معونة الأدوية وغير انفعاله ومقاومته للأسباب الممرضة 33 ب. وهو يؤكد على أهمية الأغذية وطبيعتها الهضمية والأشربة قائلا: وجميع القولنجيين يحتاجون إلى غذاء مزلق ملين وقد يحتاجون إلى التقوية فيكون ذلك أولا بمياه اللحم البالغ في طبخه، ولباب الخبز المذوب 33 أ. ويبين الأغذية التي تضرهم بقوله: والأشياء التي تضر القولنج منها أغذية ومنها أفعال، أما الأغذية فكل غليظ كلحم البقر ولحم الجزور ولحم الوحشي حتى الأرنب والظبي، والسمك الكبار خاصة، طريا كان أو ملوحا وكل مقلو من اللحمان ومشوي كيف كان، وجميع بطون الحيوان وأجرام اللحوم 33 أ.
98 من النصائح الطبية التي نعطيها للمريض المصاب بالامساك أن يلبي الحاجة إلى البراز وهو ما نسميه طبيا بنداء القولون الذي نوليه أهمية علاجية، ونستعمله في معالجة الإمساك وكثير من الكلام الذي نقوله للمريض يوجزه لنا الشيخ الرئيس قائلا: أما الأفعال التي يجب أن يحذروا فمثل حبس الريح وحبس البراز والنوم على البراز والنوم على براز في البطن وخصوصا يابس، بل يجب أن يعرضوا أنفسهم عند كل نوم على الخلاء. واعلم أن حبس الريح كثيرا ما يحدث القولنج باصعاده الثفل وحصره إياه حتى يجتمع شيئا واحدا كثيرا ويحدث ضعفا في الأمعاء، وربما أحدث ظلمة في البصر وصداعا ودوارا 34 أ.
ولا ينسى أن يحذر من التخمة التي يعدها أساس هذه العلة قائلا:
ويحذر القولنجيون التخمة كل الحذر فيكاد أن يكون جميع أسباب هذه العلة يرجع إليها وليحذروا بأسرهم الاستكثار من الجماع 34 أ. ولا ينسى أهمية امتلاء المعدة وأثره على الشخص في حالات خاصة مثل الرياضة والاستحمام والجماع، وهذا ما نمارسه طبيا اليوم فهو يقول: ويمنعون الاستحمام بعد الأكل والجماع على الامتلاء 34 ب.
99 إن الشيخ الرئيس يستمر في أسلوبه الخاص. فالصفحة 35 ب تذكر ما يجب على الشخص المستعد عمله في كل نوع من أنواع القولنج، ولكن لا يترك هذا الكلام المتعدد النواحي دون إيجاز قائلا: وبالجملة فتدبير