مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ١١٨
والعشرين. ويمكن تلخيص تلك المفاهيم والأسس العلمية التي كان النقاش يدور حولها طيلة تلك الفترات الزمنية كالآتي:
1 معنى وأهمية الأحافير.
2 استمرارية العوامل الجيولوجية أو قاعدة الانتظام.
3 قانون تتابع الطبقات.
4 الزمن الجيولوجي الطويل.
5 مفهوم الكوارث الجيولوجية.
إن الاضطراد في الاكتشافات الجيولوجية المتأخرة والمتعمدة على التكنولوجيا يجب أن لا تغفلنا عن الماضي، فالجيولوجيون المحدثون ليسوا بأكثر ذكاء من السابقين، كما أن الإنجازات الحدثة تنبع من التطور التاريخي للأفكار والطرق العلمية. إن التاريخ الطويل للجيولوجيا في أوروبا يحمل تفاوتا كبيرا في وجهات النظر بين العلماء في المسائل الجيولوجية على اختلاف مذاهبهم العلمية.
وأهمية ابن سينا في تاريخ الجيولوجيا تنبع من شهرته الواسعة الناتجة من ترجمة كتبه في أوروبا بالرغم من وجود علماء مسلمين آخرين كانوا قد خاضوا هذا المضمار العلمي، ومن أولئك العلماء من عاصر ابن سينا، وربما يكون قد أخذ عنهم.
وتأتي شهرة كتب ابن سينا من أنها شاملة المحتوى كالموسوعات العلمية التي احتوت على أعماله وغيرها المعتمدة على سرد الحقائق دون التركيز على أقوال الأفراد. لذا فان كتبه الشهيرة كالقانون في الطب قد استعملت ككتب مقررة في الجامعات الغربية لفترات زمنية طويلة.
وكلمة أخيرة في هذه المقدمة هي أن تاريخ أي علم يجب أن لا يكون بسرد أسماء العلماء والكتب، فليس كل مخطوط نتاجا علميا ثمينا، بل يجب التركيز في العمل العلمي التاريخي على تطور المفاهيم العلمية زمنيا، إذ أنها تعكس التطور الفكري الإنساني عبر العصور، وهذا يكون في غاية الأهمية في مجال تاريخ الجيولوجيا، إذا أنها تعبر عن علاقة الإنسان بالأرض والكون ومدى شعور وتفكير الإنسان فيهما.
إنه لظلم للانسانية إذا فرضنا كما هو مفروض في أوروبا أن الإنسان حصر كل ما أوتي من تفكير علمي ورياضي وفلكي في الأرض وما حوله بعصور الإغريق والعصور الأوروبية الحديثة فقط. فالخطأ ليس في الإنسانية التي لم تفكر في الأرض خلال العصور الأوروبية المظلمة، وإنما الخطأ في العلماء والمؤرخين الغربيين الذين تناسوا ذكر الأعمال الجليلة التي قام بها العلماء العرب والمسلمون في مجال علوم الأرض، هذه العلوم التي لولاها لما كان علم جيولوجيا حديث، ولا اكتشافات معدنية ونفطية ثمينة، ولبقيت أوروبا والعالم بعد انحطاط الحضارة العربية الاسلامية في دياجير الظلام التي كانت تعيشها في القرون الوسطى.
أسس الجيولوجيا في المعادن والآثار العلوية عند دراسة هذا الفصل بصورة دقيقة فإننا نلمس عمق التفكير العلمي لدى ابن سينا المبني على المشاهدة والتأمل للظواهر الجيولوجية المختلفة للوصول إلى التعليل العلمي المعقول لها. هذا فضلا عن الكتابة العلمية السهلة.
فيبدأ الفصل بقوله:
لنبتدئ أولا ولنحقق حال تكون الجبال. والمباحث التي يجب أن تعلم في ذلك. أولها: حال تكون الحجارة، والثاني: حال تكون الحجارة الكبيرة أو الكثيرة، والثالث: حال تكون ما يكون له ارتفاع وسمو.
فبهذا يقرر ابن سينا الحقيقة الثابتة وهي: أنه لتكون الجبال يجب أن يعرف أولا حال تكون الحجارة، ومن ثم الحجر الكبير أو الكثير والذي بعد الارتفاع يكون الجبال. هذه الحقيقة شغلت العلماء لقرون عديدة في أوروبا للوصول إلى نفس النتيجة التي وصل إليها ابن سينا في بحثه عن تكون الجبال. وهذا ما سنشرحه تباعا في هذا البحث.
1 تكون الحجارة:
لتكون الحجارة، يقرر ابن سينا ثلاثة أصول، وهي: الطين أو الماء أو النار. وهذه الأصول تعرف الآن بالأصل الرسوبي الطين أو الماء والأصل الناري. أما الأصل الآخر الذي لم يعرفه ابن سينا واكتشف في القرون المتأخرة فهو الأصل المتحول من الصخور الرسوبية والنارية. فعن النوع الأول الذي يتكون من أصل الطين يقول ابن سينا:
فكثير من الطين يجف ويستحيل أولا شيئا من الحجر والطين، وهو حجر رخو، ثم يستحيل حجرا، وأولى الطينات بذلك ما كان لزجا، فان لم يكن لزجا فإنه يتفتت في أكثر الأمر قبل أن يتحجر.
وقد استدل لكل نوع من أنواع الحجارة بأمثلة، فيقول:
وقد شاهدنا في طفولتنا في مواضع كان فيها الطين وذلك في شط جيحون، ثم شاهدناه قد تحجر تحجرا رخوا والمدة قريبة من ثلاث وعشرين سنة. وشط جيحون يسمى حاليا بنهر آمور داريا أو الأقصص، ويقع في الحدود بين أفغانستان والاتحاد السوفيتي، وقد كرر ابن سينا ذكر هذا النهر في مرات لاحقة، كما أوضح الإصطخري ت 340 ه 951 م بخريطة مشابهة موقع هذا النهر. وهذا النوع من الحجارة الرسوبية يعرف الآن بالصخور التفتية.
أما عن النوع الثاني الذي يتكون من أصل الماء فيقول ابن سينا:
وقد تتكون الحجارة من الماء السيال على وجهين: أحدهما أن يجمد الماء كما يقطر أو كما يسيل برمته. والثاني يرسب منه من سيلانه شئ يلزم وجه مسيله ويتحجر. وقد شوهدت مياه تسيل، فما يقطر منها على موضع معلوم ينعقد حجرا أو حصى مختلفة الألوان. وهذا النوع يعرف الآن بالصخور الكيميائية أو التبخرية.
وعن النوع الثالث من الحجارة، يقول ابن سينا:
وقد تتكون أنواع من الحجارة من النار إذا أطفئت، وكثيرا ما يحدث في الصواعق أجسام حديدية وحجرية بسبب ما يعرض للنارية أن تطفا فتصير باردة يابسة.
ويذكر ابن سينا أن أحد تلك الأجسام وزن 150 طنا، ويستشهد على ذلك بسقوط تلك الأجسام من الصواعق في بلاد الترك وخراسان وأصفهان، كذلك ويذكر أن السيوف اليمانية كانت تتخذ من مثل هذا الحديد، وشعراء
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370