والحكمة والنبوة وربما قسموه أربعة أقسام فسموها ماء وهواء ونارا وأرضا.
وإنما اختلفت الأقوال لاحتمال الانقسام إلى أي عدد فرض لها.
وقد غالطوا بذكرها واختلاف أوضاعها، وإنما هو عمل واحد وتدبير واحد، آخره شبيه بأوله.
قول الحكيم: اجعلوا النورين القرينين بالسواء ومن الباقي مثل جميعهم إنما هو في بعض درجات المركب. فالنوران القرينان هما الماء المركب بالسواء: ثلثان وثلث والباقي ثلثان.
وأقول إن السبعة الأشياء كلها هو التصديق الأول لأن القوم قالوا الثلث للبياض سمتها الحسدة شيئا واحدا، وجعلوا من ماء الكبريت مثل الأشياء كلها هو التصديق الأول لأن القوم قالوا: الثلث للبياض والثلثان للحمرة.
وقد قلنا إن السبعة للحمرة فقد صح ما قلناه. وغاية البيان في ذلك أن الحكماء قسموا حجرهم دفعة قسمين ودفعة ثلاثة أقسام وسموها نحاسا وحديدا وقصديرا وآبارا. وسموها الأربعة الأجساد، وربما جعلوا هذه الأربعة اثنين فسموا النحاس والحديد نحاسا والقصدير والآبار قصديرا. وربما جعلوا هذه الأربعة عشرة. ولذلك قالوا: العشرة موجودة في الأربعة وجعلوا القسم الآخر سبعة، فصار الجميع إما أحد عشر على رأي هرقل وإما سبعة عشر على رأي جابر. ومصداق ذلك قول هرمس: أثمال الذهب سبع ثملان فإنهم يسمون القسم الأول من العمل البياض وعمل الورق، والقسم الثاني الحمرة وعمل الذهب. ويسمونه أيضا ذهبا ومعدن ذهب وحجارة ذهب ورمل ذهب وكبريتا أحمر وما شاكل ذلك من الأسماء.
وأما من قسمها ثلاثة أقسام فقد سماها ثلاثة تراكيب لانقسام كل واحد منها إلى ثلاثة أقسام [و] و تسعة أقسام بعدد الشهور.
وشبهوها بالفصول الأربعة. وسموا القسم الأول من الثلاثة نحاسا ليبسه، والقسم الثاني رصاصا للينه، والقسم الثالث حجر أطسوس لألوانه.
وهو قول مارية: آبار نحاس حجر مكرم ثم أذيبوها بالسواء. وقولها في موضع آخر: نحاس رصاص أطسوس بالسواء.
فهذه الأوزان التي أكثروا فيها الالباس قد شرحناها بغاية البيان، والحمد لله وحده وصلاته على عبده سيدنا محمد وآله أجمعين.
ملحق 1 تعريف بالحكماء والعلماء الذين ورد ذكرهم في الرسالة آرس:
قال الأب الكرملي: آرس إله الحرب عند اليونان، من أصل عربي من حرش، وهو الآرث أيضا المساعد 1: 183.
وآرس أيضا من الحكماء الذين ألفوا كتبا ورسائل في الصنعة، منها كتاب آرس الأكبر وكتاب آرس الأصغر وقد ذكرهما ابن النديم في الفهرست ص 512. ومنها مصحف الحياة ومساءلات آرس الحكيم وكتاب الأمثال. وقد تردد ذكر هذه الكتب وتعدد الاقتباس منها في مؤلفات الطغرائي الكيمياوية.
أغاثوذيمون:
قال ابن أبي أصيبعة: كان أغاثوذيمون أحد أنبياء اليونانيين والمصريين، وتفسيره السعيد الحظ عيون الأنباء ص 31.
وقال الأب الكرملي: أغاثوذيمون وهو بالفرنسية وباليونانية معناها في اليونانية: المبدأ الحسن. وهو الاسم الذي سمى به اليونان خنوفيس من أشهر آلهة المصريين. ويظهر اسم أغاثوذيمون في المصنفات العربية بأشكال شتى منها أغاثوذيمون وغاثوذيمون وأغاذيمون وغارميون وعاديمون وعادميون... المساعد 1: 251.
وقال ابن النديم: إنه واحد من الفلاسفة الذين تكلموا في الصنعة. ولم يذكر له كتابا الفهرست ص 511.
وفي مكتبة الفاتح باستانبول نسخة خطية من رسالة له عنوانها مقالات أغاذيمون لتلاميذه ورقمها 3227 1.
بليناس:
قال الأب الكرملي معرفا بابولونيوس: إن هذا العلم جاء بصورة بلينوس وبليناس وبليس وسائر مصحفاتها لا للعالم بل للعالم، وإن ثمة اثنين من العلماء القدماء يحملان هذا الاسم هما أبولونيوس الطواني وأبولونيوس البرجي المساعد 1: 93. وقال هولميارد: إن أول هذين العالمين هو الذي يعنيه المسلمون في كتب الصنعة.
وذكره ابن أبي أصيبعة باسم بليناس الحكيم صاحب الطلسمات عيون الأنباء 1: 73.
وذكر حاجي خليفة في كشف الظنون ص 1402 كتاب بليناس.
وأغلب الظن أن هذا الكتاب هو الكتاب المسمى كتاب العلل أو كتاب سر الخليقة الذي توجد منه عدة نسخ خطية في مكتبات القاهرة وليدن والبنغال وغيرها.
الطغرائي الشاعر وعن شعر الطغرائي يقول إسماعيل مظهر:
هو من أفذاذ الشعراء، ومن أهل البيان الذين يشار إليهم بالبنان. أنكره أهل زمانه على القاعدة السائدة في هذه الدنيا. وليس في ذلك عجب، ذلك بان نكران الأفذاذ في زمانهم سنة أهل الشرق منذ أقدم عصورهم. وهذا الطغرائي على جلالة قدره يقول:
ما لي وللحاسدين؟ لا برحت * تذوب أكبادهم وتنفطر يغتابني عند غيبتي نفر * جباههم إن حضرت تنعفر ألسنة في إساءتي ذلق * يقتادها من مهابتي حصر أنام عنهم ملء الجفون إذا * أثارهم في المضاجع الإبر يكفيهم ما بهم إذا نظروا * إلي ملء العيون لا نظروا تغيظهم رتبتي ويكمدهم * جاهي فصقوى عليهم كدر فنعمة الله وهي سابغة * عندي من الحاسدين تنتصر