السليقة بماء السماق يذوبه بدهن الورد. 26 أ. أما المضاعفات الأخرى فلا يتركها دون أن يفسر للطبيب الطرق الصحيحة في معالجتها دون الاضرار بالمريض فهو يقول مثلا: وربما أعقبت الحقنة الكبيرة مع ما ذكرناه أولا تقطير البول وعلاجه الأبزن والمروخات بالأدهان المرخية على القطن والعانة والمدررات شربا، إلا أن يكون ثفليا مانعا لادرار كثير فلا يستعمل حينئذ المدررات بل المرخيات والأبزن، وترك الحقنة بكفي فيه. 26 أ.
85 من الحقائق العلمية الطبية التي نركز عليها في تدريس طلبة الطب، أن العلاج يجب أن يكون سبب علاج جذري لأعراضه، كما أن الطبيب يجب ألا يعطي المخدرات والمسكنات للمريض، إذ أن ذلك قد يخفي الأعراض ويزيد من صعوبة التشخيص أو يبدل الأعراض ويجعل التشخيص صعبا، والطبيب الحاذق هو الذي يحاول أن يفتش عن سبب المرض ليعالجه، وهذا ما نجده في قول الشيخ الرئيس حرفيا: الفصل السابع في كيفية استعمال المخدرات في القولنج: إن المبادرين إلى تسكين الوجع بالمخدرات يرتكبون أمرا عظيما من الخطر، فاستعمال المخدرات ليس بعلاج حقيقي هو قطع السبب، والتخدير يمكن السبب وإبطال الاحساس به. 26 أ. ولكنه يلزم الطبيب المعالج في الحالات الاضطرارية قائلا:
فلا يجب أن يستعمل به ما أمكن وما وجد عنه مندوحة بل يستعمل مبعد السبب وتقطيعه وتحليله وتوسيع مسام ما احتبس فيه بارخائه، وأكثر ما يمكن هذا بأدوية ملطفة. 26 أ.
86 إن الشيخ ينصح الطبيب باجراء موازنة بين ضرر المرض وضرر استعمال المخدر وهذا يمارسه طبيب اليوم عند ما يعطي الأدوية المضادة للسرطان، وهو يعرف أنها لا تقل إضرارا بالمريض من المرض نفسه، ولكن ليست باليد حيلة، فهي الطريقة المتوفرة لديه وإلا فقد المريض، فهو يقول:
متى كان قدح الألم من القوة أضر من زيادة المخدر في العلة، فإذا استعمل المخدر في هذا الوقت رجئ له أن يكون الحاصل لهجوم القوة وتوفرها بالنوم على الإنضاج وعوز الروح بزوال الألم الذي كان يحلله، وفعل القوة يزيد نفعه على نفع المعاونة التي كان يتعاطاه بقوة قد أعجزها الألم وأشرف بها الاضمحلال، فحينئذ ترجح استعمال المخدر، وكان عقد هدنة مع المرض تريح القوة عاجلا وإن زادت في المرض. 26 ب. إننا نطلق اليوم على القوة المقاومة الجسدية التي تعرف أنها تتحسن وتزيد عنه هدوء أعصاب المريض وخلوده إلى الراحة التي لا يلقاها إلا الشخص الذي لا يتألم، وهذا ما يحاول الشيخ الرئيس توفيره للمريض مع سابق علمه بان المخدر قد يزيد من المرض ولكنه يعدها هدنة بين المرض والمقاومة التي سوف تزيد بعد انتهاء فترة الهدنة وتقضي على المرض، وهذا ما يمارسه طبيب اليوم عمليا.
87 إن الشيخ الرئيس لا يدع مجالا لتساؤل الطبيب من الناحية العلاجية في الحالات المرضية الخاصة فهو يشرح له المداواة في بعض أنواع القولنج قائلا: والمخدرات أوفق على علاج القولنج الصفراوي لأنها مع تسكين الوجع فيخدر الحس ويسكن حدة المادة الفاعلة للوجع ولما ذكر أولا صار الأطباء يستعملون المخدرات في القولنج البارد 27 أ.
88 إن الشيخ الرئيس يشير إلى أن المريض قد يدمن على العلاج ولذلك وجب الانتباه لتلك الحقيقة والحذر من استعمال المواد التي تؤدي إلى الادمان فهو يقول: كما عليه تركيب معجون فيلن وهو القولنيا الرومي يدمنون استعمال ويحذرونها حذرا كثيرا في الأمزاج والاشتان.
27 أ.
89 إن الشيخ الرئيس يفرق بين المواد الغذائية وتأثيرها على المرض والمريض فهو يقول: ما ينفع القولنج بالخاصية للثوم خاصية جيدة في تسكين القولنج، مع أنه ليس له تعطيش، كما للبصل وربما تناول منه القولنجي عند إحساسه بابتداء القولنج وهجر الطعام أصلا، وأمعن على الرياضة.
27 ب.
90 بالرغم من كل التحكيم المنطقي والعقلي في الممارسات الطبية لهذا الكتاب فان الشيخ الرئيس لا يترك استعمال التمائم من عظم وجد في خرء الذيب ويستشهد بجالينوس فهو يقول: وإن وجد في خرئه عظم كما هو وهو عجيب أيضا، ويدعي أن تعليقها نافع من شربها ويأمرون أن تعلق بجلد سامورا أو أيل أو كبش تعلق به الذئب فانفلت منه، وجالينوس يشهد بنفعه تعليقا ولو في فضة، وقيل إن جرم معاء الذئب إذا فف جفف، أبلغ في النفع من زبله سقيا وحقنة. 27 ب.
91 سبق وأن ذكرت أن الكتاب لا يخلو من بعض الأشياء التي لا نقبلها علميا اليوم بل نطلق عليها خرافات، فمثلا قول الشيخ الرئيس: ومما يجري في هذا المجرى العقارب المشوية فإنها شديدة المنفعة للقولنج ويجب أن يجرب على القولنج الصحيح لئلا يكون مجربوها قد جربوها على قولنج كاذب هو تابع لحصاة الكلى فينفع بحصاة الكلى بالذات ومن القولنج بالفحص.
28 أ. إن في تلك الخرافة الطبية حقيقة تعليمية للطبيب الممارس وهو ما نطلق عليه التحذير من النتائج الكاذبة.
92 إن الفصل التاسع 28 أ قد خصص لعلاج الديدان. ومن الحقائق الطبية في هذا الفصل أن الشيخ الرئيس يذكر أن الأدوية هي سموم بالنسبة للديدان وهذا ما يعرفه طبيب اليوم كما أنه يوصي بتحضير المريض وإعداده للدواء قبل المباشرة بالعلاج وهو يذكر استعمال المسهل بعد أدوية الديان والذي نمارسه اليوم في العلاج الطبي وبخاصة إذا لم تنطلق الطبيعة أو انطلقت في بعض الحالات. إنه ينبه إلى أن موت الديدان في الأمعاء قد يؤدي إلى مضاعفات، وهذا ما نعرفه اليوم، وهذه الحقائق مذكورة بقول الشيخ الرئيس: ينبغي أن ينقي البلاغم المجتمعة في المعاء التي يتولد فيها الديدان وأن يغسل الديدان بأدوية هي بالقياس إلى الديدان سموم لها، وهي المرة الطعم، فمنها حارة دفعها باردة، سنذكرها، ومنها ما يفعل بالخاصية، ثم يسهلوا، بعد قتل الديدان إن لم تدفعها الطبيعة نفسها فان بعض أصحاب الديدان يعتريهم إسهال فيتبرز معه الديدان من غير حاجة إلى مسهل 28 أ. وثم يقول: وإذا قتلت بالأدوية فلا ينبغي أن يترك لطول بقائها في البطن بعد موتها ونتنها فيصير بخارها ضررا كليا سميا ويضعف النبض.
93 يفرق مؤرخنا بين أنواع الديدان ويذكر أن الديدان الشرجية لا تبلغ في أعراضها مبلغ الديدان المعوية، كما أنه ينصح بمعالجته بالحقنة الشرجية فهو