حسب أسبابه وهو ما يتبع اليوم في الكتب الطبية. إنه يعطي أهمية لما في الأمعاء الغلاظ من مادة لها تأثير على المرض ونوعه فهو يقول: والمحتبس في التجويف إما جوهر لطيف وإما جوهر غليظ والجوهر البخاري الريحي والجوهر الغليظ إما حيواني أو غير حيواني 7 أ.
ثم يبين أسباب كل واحد منها، فقد تكون للغذاء أو تكون ديدانا ويفصلها عن الصفراء أو السوداء، بينما يعترف أن الدم قد ينفجر في الأمعاء ويؤدي إلى القولنج فهو يقول: ثم الدم في الأوقات إذا انفجر في الأمعاء وجمد الدم جمد البلغم في نسختين قد يعرض منه القولنج 7 ب. ولكنه يعود لينصح باستعمال كلمة المغص لمثل هذه الحالات ليفرقها عن القولنج كما يقول: وتلك العلة أولى باسم المغص منها باسم القولنج 7 ب.
32 إن مرض القولنج اليوم يختلف عما يصفه الشيخ الرئيس ولكن أسباب مرض الإمساك التي قد يسميها القولنج هي نفس الأسباب المعروفة لدينا اليوم فقوله: إن أول أقسام القولنج البسيط خمسة، احتباس ريحي وخلطي ودودي وثفلي وورمي ثم تتشعب هذه الأقسام 7 ب. يضيف عليها دقة علمية ووصفا مرضيا حين يصف أن القولنج قد يحدث بسبب موجود في المعاء، أو بسبب عضو مجاور له، فهو يقول: السبب الذي يعرض منه القولنج ربما كان في نفس المعاء وربما كان بحسب المجاورة 7 ب. كما قد يكون مرض القولنج بالنسبة للشيخ الرئيس ما نعرفه اليوم بالانفتال أو انسداد الأمعاء.، وهذا وارد حينما نقرأ قوله: أن يكون من انضغاطه من عضو مجاور، وهذا على أقسام ثلاثة، لأن الانضغاط إما أن يكون لورم في ذلك العضو مثل القولنج بسبب ورم في المثانة والرحم، أو لزوال ذلك العضو من وضعه مثل القولنج لدخول حرز الظهر داخلا لضربة أو سقطة أو لزوال ذلك العضو واتصاله كالفتق يعرض في الصفاق فيقع فيها المعاء فينطبق ويحتبس الثفل 8 أو هذه الأسباب معروفة اليوم لدينا كمسببات للانفتال أو انسداد الأمعاء.
33 يعطي ابن سينا للكبد والطحال بعض الوظائف الأخرى المؤثرة على الثفل، ولكن ليست كما نعرفها اليوم علميا فهو يقول: لمشاركة عضو من سوء مزاجه مثل تخفيف الكبد للثفل بفرط برودته 8 أ، أو ذكر النوازل الدماغية 8 أ، ولكنه يستعمل الإشارة الطبية لغيره في نفي أو تفسير بعض الحقائق فهو يقول: انصباب المرارة وقد أنكر بعضهم أن يكون ذلك سببا للقولنج 8 أ.
34 يربط الشيخ الرئيس العلاقة بين الكليتين وإدرارها وسيولة الثفل، فهو يعرف أن كثرة الادرار تؤدي إلى التيبس فيقول: وإدرار كثير يعرض معه فيجف الثفل لميل المائية إلى جهة الكلية. 8 أ، وهو ما يعود ويؤكد من أهمية التعرق وتأثيرها على الثفل يقول: وكذلك العرق الشديد للرياضة الكثيرة والقلب في الحر الشديد 8 ب.
35 إنه يركز على الناحية الفسلجية في وظائف الأمعاء ويعطي لها أهمية كبيرة في تغيير الطعام ودفعه وأي اختلال في هاتين الوظيفتين يؤدي إلى ناحية مرضية فهو يقول: والذي يكون في جرم المعاء فإنه يكون لأن قوته الدافعة ضعيفة أو لأن قوته المغيرة ضعيفة فلا تحيل الغذاء إحالة جيدة بل يبقى طعما لزجا كثيفا فيحتبس الثفل بلزوجته وغلظه 8 ب. ويربط بين الحالة النفسية ودرجة القوى فهو يقول: على أن سوء المزاج يتبعه ضعف القوى 8 ب.
36 يشرح الشيخ الرئيس في الفصل الثالث 9 أ، تفصيل أصناف القولنج الكائن بالمشاركة وفيه بعض الحقائق التي لا تتفق مع العلم الحديث مثلا قوله: أما الدماغ فيكون سببا للقولنج البلغمي فقط بسبب النوازل التي تنزل عنه 9 أ. وهذا ما لا يعترف به العلم الحديث، ولكن عند ما يتكلم عن المرارة فهو يصيب كبد الحقيقة، فاليوم نعرف أن نقص المرارة وعدم إفرازها يؤدي إلى الأعراض نفسها التي ذكرها الشيخ الرئيس بقوله: وثانيهما ما ينصب منها إلى الأمعاء من المرارة فيكون ذلك سببا لاحتباس الثفل ولاحتقان الرياح الغليظة واستعصائها على التحلل لأن المرارة يعين في دفع الفضول من وجهين الفسل والتنبيه للقوة الدافعة للذع 9 أ.
37 إن شرح الشيخ الرئيس للكلية وطرق تسببها في الإصابة بالقولون ذات مدلول طبي كبير فهو يشير إلى ما نعرفه اليوم ب وهو الألم الذي يصيب عضوا عند مرض عضو آخر ونؤكده في الحياة العملية والحياة التدريسية فالأم المرارة قد تظهر على الكتف، ونحن نعرف اليوم أن أمراض الكلى كالحصاة قد تسبب القئ والمغص المعوي وهو ما يشير إليه الشيخ الرئيس بقوله: وأما الكلية فيكون سببا للقولنج من وجوه ثلاثة، إما لورم فيها فيضغط، وإما لحصاة فيها فيوجع القولون بالمشاركة فيضعف من فعلها فيحتبس الثفل، وإما لكثرة إدرارها البول. والقسمان الأولان يتولد منها جميع أصناف القولنج 9 أ.
38 نحن نعرف اليوم أن أورام المثانة قد تسبب اضطرابا في الأمعاء الغليظة وحتى انسدادها وهذا ما يشير إليه الشيخ الرئيس قائلا: أما المثانة فتحدث القولنج، إما لورم يحدث فيها فيضغط ويحبس الثفل والرياح والأخلاط، وإما بالادرار أيضا نحو ما قيل في الكلية. 9 ب.
39 ولكنه يعود فيعطي الطحال وظيفة لا نعترف بصحتها اليوم في تسبب مرض القولنج فهو يقول أسباب ثلاثة: أحدها لتبريد القولون والمعاء كله والمعدة، والثاني بسبب كثرة انصباب السوداء منه فيحتبس وتولد الريح ولضعف، قوة المعاء وأما الورم وهذا أقل. 9 ب ولكنه يعود ليؤكد حقيقة علمية معروفة لدينا وهي أن تضخم الطحال يجري على وجه الأمعاء ولا يضغطها، وهذا يعد مفخرة في الفحص الطبي السريري، وهو ما نؤكد عليه اليوم عند تدريس طلبة الطب، فهو يشير إلى هذه الحقيقة قائلا: ورم الطحال في الأكثر يجري على وجه الأمعاء وقلما يعرض أن يضغطها 9 ب.
40 يذكر الشيخ الرئيس بعض النقاط التي نؤكدها جراحيا. فنحن نعرف اليوم أن الأمعاء قد تلتوي إذا سقطت في الفتق ولم تعد، وهذا ما يشير إليه الشيخ الرئيس بقوله: في الفتق الذي يعرض للصفاق الذي تحت المراق فيضغط فيه الأمعاء 9 ب. وقد يغفل الطبيب اليوم هذه الحقيقة بالرغم من دراسته، فكيف بالشيخ الرئيس قبل ألف عام والذي يعود ليؤكد أن الأمعاء قد تلتوي إذا انتهكت رابطاتها وهو ما نعرفه جراحيا فهو يقول: أو