وصلوا إليه حتى عرقبوه ثم هجموا عليه فحزوا رأسه واستقبلوا به طاهرا وحملوا جثته إلى بستان مؤنسة إلى معسكره إذ أقبل عبد السلام بن العلاء صاحب حرس هرثمة فأذن له وكان عبر إليه على الجسر الذي كان بالشماسية فقال له أخوك يقرئك السلام فما خبرك قال يا غلام هات الطس فجاؤوا به وفيه رأس محمد فقال هذا خبري فاعلمه فلما أصبح نصب رأس محمد على باب الأنبار وخرج من أهل بغداد للنظر إليه ما لا يحصى عددهم وأقبل طاهر يقول رأس المخلوع محمد * وذكر محمد بن عيسى أنه رأى المخلوع على ثوبه قملة فقال ما هذا فقالوا شئ يكون في ثياب الناس فقال أعوذ بالله من زوال النعمة فقتل من يومه * وذكر عن الحسن بن أبي سعيد أن الجندين جند طاهر وجند أهل بغداد ندموا على قتل محمد لما كانوا يأخذون من الأموال * وذكر عنه أنه ذكر أن الخزانة التي كان فيها رأس محمد ورأس عيسى بن ماهان ورأس أبى السرايا كانت إليه قال فنظرت في رأس محمد فإذا فيه ضربة في وجهه وشعر رأسه ولحيته صحيح لم ينجاب منه شئ ولونه على حاله قال وبعث طاهر برأس محمد إلى المأمون مع البردة والقضيب والمصلى وهو من سعف مبطن مع محمد بن الحسن بن مصعب ابن عمه فأمر له بألف ألف درهم فرأيت ذا الرئاستين وقد أدخل رأس محمد على ترس بيده إلى المأمون فلما رآه سجد قال الحسن فأخبرني ابن أبي حمزة قال حدثني علي بن حمزة العلوي قال قدم جماعة من آل أبي طالب على طاهر وهو بالبستان حين قتل محمد بن زبيدة ونحن بالحضرة فوصلهم ووصلنا وكتب إلى المأمون بالاذن لنا أو ولبعضنا فخرجنا إلى مرو وانصرفنا إلى المدينة فهنؤنا بالنعمة ولقينا من بها من أهلها وسائر أهل المدينة فوصفنا لهم قتل محمد وأن طاهر بن الحسين دعا مولى له يقال له قريش الدنداني وأمره بقتله قال فقال لنا شيخ منهم كيف قلت فأخبرته فقال الشيخ سبحان الله كنا نرى هذا أن قريشا يقتله فذهبنا إلى القبيلة فوافق الاسم الاسم * وذكر عن محمد بن أبي الوزير أن علي بن محمد بن خالد بن برمك أخبره أن إبراهيم بن المهدى لما بلغه قتل محمد استرجع وبكى طويلا ثم قال
(٨٥)