غلام يحيى في خلق كثير وجاء هو يسايرهم ومعه السفن التي فيها الدواب المحمولة ونساء الغلمان حتى أقام بقنطرة نهر كثير * قال ريحان فأتيته وقد رميت بحجر فأصاب ساقى فسألني عن الخبر فأخبرته أن الحرب قائمة فأمرني بالرجوع وأقبل معي حتى أشرف على نهر السبابجة ثم قال لي امض إلى أصحابنا فقل لهم يستأخروا عنهم فقلت له أبعد عن هذا الموضع فإني لست آمن عليك الخول فتنحى ومضيت فأخبرت القواد بما أمر به فتراجعوا وأكب أهل البصرة عليهم وكانت هزيمة وذلك عند العصر ووقع الناس في النهرين نهر كثير ونهر شيطان فجعل يهتف بهم ويردهم فلا يرجعون وغرق جماعة من أصحابه في نهر كثير وقتل منهم جماعة على شط النهر وفى الشاذاني فكان ممن غرق يومئذ من قواده أبو الجون ومبارك البحراني وعطاء البربري وسلام الشأمى ولحقه غلام أبى شيث وحارث القيسي وسحيل فعلوا القنطرة فرجع إليهم وانهزموا عنه حتى صاروا إلى الأرض وهو يومئذ في دراعة وعمامة و؟ وسيف وترسه في يده ونزل عن القنطرة وصعدها البصريون يطلبونه فرجع فقتل منهم بيده رجلا على خمس مراق من القنطرة وجعل يهتف بأصحابه ويعرفهم مكانه ولم يكن بقى معه في ذلك الموضع من أصحابه إلا أبو الشوك ومصلح ورفيق غلام يحيى * قال ريحان فكنت معه فرجع حتى صار إلى المعلى فنزل في غربي نهر شيطان * قال محمد بن الحسن فسمعت صاحب الزنج يحدث قال لقد رأيتني في بعض نهار هذا اليوم وقد ضللت عن أصحابي وضلوا عنى فلم يبق معي إلا مصلح ورفيق وفى رجلي نعل سندى وعلى عمامة قد انحل كور منها فأنا أسحبها من ورائي ويعجلني المشي عن رفعها ومعي سيفي وترسي وأسرع مصلح ورفيق في المشي وقصرت فغابا عنى ورأيت في أثرى رجلين من أهل البصرة في يد أحدهما سيف وفى يد الآخر حجارة فلما رأياني عرفاني فجدا في طلبي فرجعت إليهما فانصرفا عنى ومضيت حتى خرجت إلى الموضع الذي فيه مجمع أصحابي وكانوا قد تحيروا لفقدي فلما رأوني سكنوا إلى رؤيتي * قال ريحان فرجع بأصحابه إلى موضع يعرف بالمعلى في غربي نهر شيطان فنزل
(٥٦٣)