والراجل دينارا وشحن داره بالرجال فلما كان يوم الجمعة اجتمع من المشغبة خلق كثير بباب حرب بالسلاح والاعلام والطبول ورئيسهم رجل يقال له عبدان بن الموفق ويكنى أبا القاسم وكان من اثبات عبيد الله بن يحيى بن خاقان وكان ديوان عبدان في ديوان وصيف فقدم بغداد فباع دارا له بمائة ألف دينار فشخص إلى سامرا فلما وثبت الشاكرية بباب العامة كان معهم فضربه سعيد الحاجب خمسمائة سوط وحبسه حبسا طويلا ثم أطلق فلما كان فتنة المستعين صار إلى بغداد وانضم إليه هؤلاء المشغبة فحضهم على الطلب بأرزاقهم وفائتهم وضمن لهم أن يكون لهم رأسا يدبر أمرهم فأجابوه إلى ذلك فأنفق عليهم يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة نحوا من ثلاثين دينارا فيما أقام لهم من الطعام ومن كانت لهم كفاية لم يحتج إلى نفقته فكان ينصرف إلى منزله فلما كان يوم الجمعة اجتمعت منهم جماعة كثيرة وعزموا على المصير إلى المدينة ليمضوا إلى الامام فيمنعوه من الصلاة والدعاء للمعتز فساروا على تعبية في شارع باب حرب حتى انتهوا إلى باب المدينة في شارع باب الشأم وجعل أبو القاسم هذا على كل درب يمر به قوما من المشغبة من بين رامح وصاحب سيف ليحفظوا الدروب كيلا يخرج منها أحد لقتالهم ولما انتهى إلى باب المدينة دخل معهم المدينة جماعة كثيرة فصاروا بين البابين وبين الطاقات فأقاموا هناك ساعة ثم وجهوا جماعة منهم يكونون نحوا من ثلثمائة رجل بالسلاح إلى رحبة الجامع بالمدينة ودخل معهم من العامة خلق كثير فأقاموا في الرحبة وصاروا إلى جعفر بن العباس الامام فأعلموه أنهم لا يمنعونه من الصلاة وأنهم يمنعونه من الدعاء للمعتز فأعلمهم جعفر أنه مريض لا يقدر على الخروج إلى الصلاة فانصرفوا عنه وصاروا إلى درب أسد بن مرزبان فشحنوا الشارع النافذ إلى درب الرقيق ووكلوا بباب درب سليمان بن أبي جعفر جماعة ثم مضوا يريدون الجسر في شارع الحدادين فوجه إليهم ابن طاهر عدة من قواده فيهم الحسين بن إسماعيل والعباس ابن قارن وعلي بن جهشيار وعبد الله بن الأفشين في جماعة من الفرسان فناظروهم ودفعوهم دفعا رفيقا وحمل عليهم الجند والشاكرية حملة جرحوا فيها جماعة من قواد
(٥٠١)