في الشارع النافذ من الجسر إلى داره قد عبأهم تعبية الحرب حذارا من كرة الجند عليه أياما فلم يكن لهم عودة فصار في بعض الأيام التي كان من عودتهم ابن طاهر على وجل فيما ذكر رجلان من المشغبة استأمنا إليه فأخبره بعورة أصحابهما فأمر لهما بمائتي دينار ثم أمر الشاه بن ميكال والحسين بن إسماعيل بعد العشاء الآخرة بالمصير في جماعة من أصحابهما إلى باب حرب فتلطفا لأبي القاسم رئيس القوم وابن الخليل وكان من أصحاب محمد بن أبي عون فصاروا إلى ما هناك وكان أبو القاسم وابن الخليل قد صار كل واحد منهما عند مفارقة الرجلين اللذين صارا إلى ابن طاهر ورجل آخر يقال له القمي وتفرق الشاكرية عنهما إلى ناحية خوفا على أنفسهما فمضى الشاه والحسين في طلبهما حتى خرجا من باب الأنبار وتوجها نحو جسر بطاطيا فذكر أن ابن الخليل استقبلهما قبل أن يصيرا إلى جسر بطاطيا فصاح بهما ابن الخليل وبمن معهما من هؤلاء وصاحوا به فلما عرفهم حمل عليهم فجرح منهم عدة فأحدقوا به وصار في وسط القوم فطعنه رجل من أصحاب الشاه فرمى به إلى الأرض فبعجه علي بن جهشيار بالسيف وهو في الأرض ثم حمل على بغل وبه رمق فلم يصلوا به إلى ابن طاهر حتى قضى وأمر الشاه بطرحه في كنيف في دهليز الدار إلى أن حمل إلى الجانب الشرقي وأما عبدان بن الموفق فإنه كان قد صار إلى منزله وإلى موضع اختفى فيه فدل عليه وأخذ وحمل إلى ابن طاهر وتفرق الشاكرية الذين كانوا بباب حرب وصاروا إلى منازلهم وقيد عبدان بن الموفق بقيدين فيهما ثلاثون رطلا ثم صار الحسين بن إسماعيل إلى الحبس الذي هو فيه في دار العامة وقعد على كرسي ودعا به فسأله هل هو دسيس لاحد أو فعل ما فعل من قبل نفسه فأخبره أنه لم يدسه أحد وإنما هو رجل من الشاكرية طلب بخبزه فرجع الحسين إلى ابن طاهر فأعلمه ذلك فخرج طاهر بن محمد وأخوه إلى دار العامة الداخلة فقعدا وأحضرا من بات في الدار من القواد والحسين بن إسماعيل والشاه ابن ميكال وأحضرا عبدان فحمله رجلان فكان المخاطب له الحسين فقال أنت رئيس القوم فقال لا إنما أنا رجل منهم طلبت ما طلبوا فشتمه الحسين وقال حرب
(٥٠٣)