من هذه السنة وقيل لثمان بقين منه كانت وفاة إبراهيم بن جعفر المعروف بالمؤيد * ذكر الخبر عن سبب وفاته * ذكر أن امرأة من نساء الأتراك جاءت محمد بن راشد المغربي فأخبرته ان الأتراك يريدون اخراج إبراهيم المؤيد من الحبس وركب محمد بن راشد إلى المعتز فأعلمه ذلك فدعا بموسى بن بغا فسأله فأنكر وقال يا أمير المؤمنين انما أرادوا أن يخرجوا أبا أحمد بن المتوكل لانسهم به كان في الحرب التي كانت وأما المؤيد فلا فلما كان يوم الخميس لثمان بقين من رجب دعا بالقضاة والفقهاء والشهود والوجوه فأخرج إليهم إبراهيم المؤيد ميتا لا أثر به ولا جرح وحمل إلى أمه إسحاق وهى أم أبى أحمد على حمار وحمل معه كفن وحنوط وأمر بدفنه وحول أبو أحمد إلى الحجرة التي كان فيها المؤيد * وذكر أن المؤيد أدرج في لحاف سمور ثم أمسك طرفاه حتى مات * وقيل إنه أقعد في حجر من ثلج ونضدت عليه حجارة الثلج فمات بردا (وفى شوال) منها قتل أحمد بن محمد المستعين * ذكر الخبر عن قتله * ذكر ان المعتز لما هم بقتل المستعين ورد كتابه على محمد بن عبد الله بن طاهر بنكبته وأمره بتوجيه أصحاب معاونه في الطساسيج ثم ورد عليه منه بعد ذلك كتاب مع خادم يدعى سيما يؤمر فيه بالكتاب إلى منصور بن نصر بن حمزة وهو على واسط بتسليم المستعين إليه وكان المستعين بها مقيما وكان الموكل به ابن أبي خميصة وابن المظفر بن سيسل ومنصور بن نصر بن حمزة وصاحب البريد فكتب محمد في تسليم المستعين إليه ثم وجه فيما قيل أحمد بن طولون التركي في جيش فأخرج المستعين لست بقين من شهر رمضان فوافى به القاطول لثلاث خلون من شوال وقيل إن أحمد بن طولون كان موكلا بالمستعين فوجه سعيد بن صالح إلى المستعين في حمله فصار إليه سعيد فحمله وقيل إن سعيدا إنما تسلم المستعير من ابن طولون في القاطول بعد ما صار به ابن طولون إليها ثم اختلف في أمرهما فقال بعضهم قتله سعيد بالقاطول فلما كان غد اليوم الذي قتله فيه أحضر جواريه
(٥٠٥)