من بغداد لثلاث خلون من ربيع الأول ففرق أصحابه في طساسيج الفرات ونزل قصر ابن هبيرة ثم صار إلى الكوفة ووافى أبو أحمد سامرا منصرفا من معسكره إليها لاحدى عشرة بقيت من المحرم فخلع المعتز عليه ستة أثواب وسيفا وتوج تاج ذهب بقلنسوة مجوهرة وشح وشاحي ذهب بجوهر وقلد سيفا آخر مرصعا بالجوهر وأجلس على كرسي وخلع على الوجوه من القواد (وفيها) قتل شريح الحبشي وكان سبب ذلك أنه حين وقع الصلح هرب في عدة من الحبشة فقطع الطريق فيما بين واسط وناحية الجبل والأهواز ونزل قرية من قرى أم المتوكل يقال لها ديرى فنزل في خانها في خمسة عشر رجلا فشربوا وسكروا فوثب عليهم أهل القرية فكتفوهم وحملوهم إلى واسط إلى منصور بن نصر فحملهم منصور إلى بغداد فأنفذهم محمد بن عبد الله إلى العسكر فلما وصلوا قام بايكباك إلى شريح فوسطه بالسيف وصلب على خشبة بابك وضرب أصحابه بالسياط ما بين الخمسمائة إلى الألف * وفى شهر ربيع الآخر منها توفى عبيد الله بن يحيى بن خاقان في مدينة أبى جعفر (وفيها) كتب المعتز إلى محمد بن عبد الله في إسقاط اسم بغا ووصيف ومن كان في رسمهما من الدواوين * وذكر أن محمد بن أبن عون أحد قواد محمد بن عبد الله ناظره لما صار أبو أحمد إلى سامرا في قتل بغا ووصيف فوعده أن يقتلهما فبعث المعتز إلى محمد بن عبد الله بلواء وعقد لمحمد بن أبي عون لواء على البصرة واليمامة والبحرين فكتب قوم من أصحاب بغا ووصيف إليهما بذلك وحذروهما محمد بن عبد الله فركب وصيف وبغا إليه يوم الثلاثاء لخمس بقين من ربيع الأول فقال له بغا بلغنا أيها الأمير ما ضمنه ابن أبي عون من قتلنا والقوم قد غدروا وخالفوا ما فارقونا عليه والله لو أرادوا أن يقتلونا ما قدروا عليه فحلف لهما أنه ما علم بشئ من ذلك وتكلم بغا بكلام شديد ووصيف يكفه وقال وصيف أيها الأمير قد غدر القوم ونحن نمسك ونقعد في منازلنا حتى يجئ من يقتلنا وكانا دخلا مع جماعة ثم رجعا إلى منازلهما فجمعا جندهما ومواليهما وأخذا في الاستعداد وشرى السلاح وتفريق الأموال في جيرانهما إلى سلخ ربيع الأول
(٤٩٨)