وقال انظرن إلى مولا كن قد مات وقد قال بعضهم بل أدخله سعيد وابن طولون سامرا ثم صار به سعيد إلى منزلة له فعذبه حتى مات * وقيل بل ركب معه في زورق ومعه عدة حتى حاذى به فم دجيل وشد في رجله حجرا وألقاه في الماء وذكر عن متطبب كان مع المستعين نصراني يقال له فضلان أنه قال كنت معه حين حمل وأنه أخذ به على طريق سامرا فلما انتهى إلى نهر نظر إلى موكب وأعلام وجماعة فقال لفضلان تقدم فانظر من هذا فإن كان سعيدا فقد ذهبت نفسي قال فضلان فتقدمت إلى أول الجيش فسألتهم فقالوا سعيد الحاجب فرجعت إليه فأعلمته وكان في قبة تعادله امرأة فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ذهبت نفسي والله وتأخرت عنه قليلا * قال فلقيه أول الجيش فأقاموا عليه وأنزلوه ودابته فضربوه ضربة بالسيف فصاح وصاحت ديته ثم قتل فلما قتل انصرف الجيش * قال فصرت إلى الموضع فإذا هو مقتول في سراويل بلا رأس وإذا المرأة مقتولة وبها عدة ضربات فطرحنا عليهما نحن تراب النهر حتى واريناهما ثم انصرفنا قال وأتى المعتز برأسه وهو يلعب بالشطرنج فقيل هذا رأس المخلوع فقال ضعوه هنالك ثم فرغ من لعبه ودعا به فنظر إليه ثم أمر بدفنه وأمر لسعيد بخمسين ألف درهم وولى معونة البصرة * وذكر عن بعض غلمان المستعين أن سعيدا لما استقبله أنزله ووكل به رجلا من الأتراك يقتله فسأله أن يمهله حتى يصلى ركعتين وكانت عليه جبة فسأل سعيد التركي الموكل بقتله أن يطلبها منه قبل قتله ففعل ذلك فلما سجد في الركعة الثانية قتله واحتز رأسه وأمر بدفنه وخفى مكانه وقال محمد بن مروان بن أبي الجنوب ابن مروان بن أبي حفصة في أمر المؤيد ويمدح المعتز أنت الذي يمسك الدنيا إذا اضطربت * يا ممسك الدين والدنيا إذا اضطربا إن الرعية أبقاك الاله لها * ترجو بعدلك أن تبقى لها حقبا لقد عنيت بحرب غير هينة * وكان عودك نبعا لم يكن غربا ما كنت أول رأس خانه ذنب * والرأس كنت وكان الناكث الذنبا لو كان تم له ما كان دبره * لأصبح الملك والاسلام قد ذهبا
(٥٠٦)