عجبت لهذا الدهر أعيت صروفه * وما الدهر إلا صرفه وعجائبه متى أمل الذيال أن يصطفى له * عرى التاج أو يثنى عليه عصائبه وكيف ادعى حق الخلافة غاصب * حوى دونه إرث النبي أقاربه بكى المنبر الشرقي إذ خار فوقه * على الناس ثور قد تدلت غباغبه ثقيل على جنب الثريد مراقب * لشخص الخوان يبتدى فيواثبه إذا ما احتشى من حاضر الزاد لم يبل * أضاء شهاب الملك أم كل ثاقبه إذا بكر الفراش ينثو حديثه * تضاءل مطريه وأطنب عائبه تخطى إلى الامر الذي ليس أهله * فطورا يناغيه وطورا يشاغبه فكيف رأيت الحق قر قراره * وكيف رأيت الظلم زالت عواقبه ولم يكن المعتز بالله إذ سرى * ليعجز والمعتز بالله طالبه رمى بالقضيب عنوة وهو صاغر * وعرى من برد النبي مناكبه وقد سرنى أن قيل وجه مسرعا * إلى الشرق يحدى سفنه وركائبه إلى كسكر خلف الدجاج ولم يكن * لينشب إلا في الدجاج مخالبه وما لحية القصار حيث تنفشت * بجالبة خيرا على من يناسبه يحوز ابن خلاد على الشعر عنده * ويضحى شجاع وهو للجهل كاتبه فأقسمت بالوادي الحرام وما حوت * أباطحه من محرم وأخاشبه لقد حمل المعتز أمة أحمد * على سنن يسرى إلى الحق لاحبه تدارك دين الله من بعد ما عفت * معالمه فينا وغارت كواكبه وضم شعاع الملك حتى تجمعت * مشارقه موفورة ومغاربه وانصرف أبو الساج ديوداد بن ديودست إلى بغداد لسبع بقين من المحرم من هذه السنة فقلده محمد بن عبد الله معاون ما سقى الفرات من السراد فوجه أبو الساج خليفة له يقال له كربه إلى الأنبار ووجه قوما من أصحابه إلى قصر ابن هبيرة مع خليفة له ووجه الحارث بن أسد في خمسمائة فارس وراجل؟ أعماله ويطرد الأتراك والمغاربة عنها وقد كانوا عاثوا في النواحي وتلصصوا ثم شخص أبو الساج (32 - 7)
(٤٩٧)