بإنس قال فحدثت أن طاهرا حدث بحديثه فاستضحك وأعفى الخراساني من الخروج إلى الحرب فقال بعض شعراء بغداد في ذلك خرجت هذه الحروب رجالا * لا لقحطانها ولا لنزار معشرا في جواشن الصوف يغدو * ن إلى الحرب كالأسود الضواري وعليهم مغافر الخوص تجزيهم * عن البيض والتراس البوارى ليس يدرون ما الفرار إذا الأبطال * عاذوا من القنا بالفرار واحد منهم يشد على ألفين * عريان ماله من إزار ويقول الفتى إذا طعن الطعنة * خذها من الفتى العيار كم شريف قد أخملته وكم قد * رفعت من مقامر طرار * ذكر الخبر عما كان منه ومن أصحاب محمد المخلوع في ذلك * * وعن السبب الذي من أجله فعل ذلك طاهر * أما السبب في ذلك فإنه فيما ذكر كان أن طاهرا لما قتل من قتل في قصر صالح من أصحابه ونالهم فيه من الجراح ما نالهم مضه ذلك وشق عليه لأنه لم يكن له وقعة إلا كانت له لا عليه فلما شق عليه أمر بالهدم والاحراق عند ذلك فهدم دور من خالفه ما بين دجلة ودار الرقيق وباب الشأم وباب الكوفة إلى الصراة وأرجاء أبى جعفر وربض حميد ونهر كرخايا والكناسة وجعل يبايت أصحاب محمد ويدالجهم ويحوى في كل يوم ناحية من بعد ناحية ويخندق عليها المراصد من المقاتلة وجعل أصحاب محمد ينقصون ويزيدون حتى لقد كان أصحاب طاهر يهدمون الدار وينصرفون فتقلع أبوابها وسقوفها أصحاب محمد ويكونون أضر على أصحابهم من أصحاب طاهر تعديا فقال شاعر منهم وذكر أنه عمرو بن عبد الملك الوراق العتري في ذلك لنا كل يوم ثلمة لا نسدها * يزيدون فيما يطلبون وننقص إذا هدموا دارا أخذنا سقوفها * ونحن لاخرى غيرها نتربص وإن حرصوا يوما على الشر جهدهم * فغوغاؤنا منهم على الشر أحرص
(٦١)