ما كان في منزله وهرب وما زال الناس وقوفا على ما هم عليه إلى ارتفاع النهار فوافى وصيف وبغا وأولادهما ومواليهما وقوادهما وأخوال المستعين فصار الناس جميعا إلى الباب فدخل وصيف وبغا في خاصتهما ودخل أخوال المستعين معهم إلى الدهليز ووقفوا على دوابهم وأعلم ابن طاهر بمكان الأخوال فأذن لهم بالنزول فأبوا وقالوا ليس هذا يوم نزولنا عن ظهور دوابنا حتى نعلم نحن والعامة ما نحن عليه ولم تزل الرسل تختلف إليهم وهم يأبون فخرج إليهم محمد بن عبد الله نفسه فسألهم النزول والدخول إلى المستعين فأعلموه أن العامة قد ضجت مما بلغها وصح عندها ما أنت عليه من خلع المستعين والبيعة للمعتز وتوجيهك القواد للبيعة للمعتز وارادتك التهويل ليصير الامر إليه وادخاله الأتراك والمغاربة بغداد فيحكموا فيهم بحكمهم فيمن ظهروا عليه من أهل المدائن والقرى واستراب بك أهل بغداد واتهموك على خليفتهم وأموالهم وأولادهم وأنفسهم وسألوا اخراج الخليفة إليهم ليروه ويكذبوا ما بلغهم عنه فلما تبين محمد بن عبد الله صحة قولهم ونظر إلى كثرة اجتماع الناس وضجيجهم سأل المستعين الخروج إليهم فخرج إلى دار العامة التي كان يدخلها جميع الناس فنصب له فيها كرسي وأدخل إليه جماعة من الناس فنظروا إليه ثم خرجوا إلى من وراءهم فأعلموهم صحة أمره فلم يقنعوا بذلك فلما تبين له أنهم لا يسكنون دون أن يخرج إليهم وقد كان عرف كثرة الناس أمر باغلاق الباب الحديد الخارج فأغلق وصار المستعين وأخواله ومحمد ابن موسى المنجم ومحمد بن عبد الله إلى الدرجة التي تفضى إلى سطوح دار العامة وخزائن السلاح ثم نصب لهم سلاليم على سطح المجلس الذي يجلس فيه محمد بن عبد الله والفتح بن سهل فأشرف المستعين على الناس وعليه سواد وفوق السواد بردة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه القضيب فكلم الناس وناشدهم وسألهم بحق صاحب البردة إلا انصرفوا فإنه في أمن وسلامة وإنه لا بأس عليه من محمد بن عبد الله وسألوه الركوب معهم والخروج من دار محمد بن عبد الله لانهم لا يأمنونه عليه فأعلمهم أنه على النقلة منها إلى دار عمته أم حبيب ابنة الرشيد بعد أن يصلح له
(٤٨٦)