بين ابن طاهر وبين أبى أحمد رسائل مع حماد (ولتسع) بقين من ذي القعدة خرج أحمد بن إسرائيل إلى عسكر أبى أحمد مع حماد وأحمد بن إسحاق وكيل عبيد الله بن يحيى بإذن ابن طاهر لمناظرة أبى أحمد في الصلح (ولسبع) بقين من ذي القعدة أمر ابن طاهر بإطلاق جميع من في الحبوس ممن كان حبس بسبب ما كان بينه وبين أبى أحمد من الحروب ومعاونته إياه عليه فأطلقه ومن غد هذا اليوم اجتمع قوم من رجالة الجند وكثير من العامة فطلب الجند أرزاقهم وشكت العامة سوء الحال التي هم بها من الضيق وغلاء السعر وشدة الحصار وقالوا إما خرجت فقاتلت وإما تركتنا فوعدهم أيضا الخروج أو فتح الباب للصلح ومناهم فانصرفوا فلما كان بعد ذلك وذلك لخمس بقين من ذي القعدة شحن السجون والجسر وباب داره والجزيرة بالجند والرجال فحضر الجزيرة بشر كثير فطردوا من كان ابن طاهر صيرهم فيها ثم صاروا إلى الجسر من الجانب الشرقي ففتحوا سجن النساء وأخرجوا من فيه ومنعهم علي بن جهشيار ومن معه من الطبرية من سجن الرجال ومانعهم أبو مالك الموكل بالجسر الشرقي فشجوه وجرحوا دابتين لأصحابه فدخل داره وخلاهم فانتهبوا ما في مجلسه وشد عليهم الطبرية فنحوهم حتى أخرجوهم من الأبواب وأغلقوها دونهم وخرج منهم جماعة ثم عبر إليهم محمد بن أبي عون فضمن للجند رزق أربعة أشهر فانصرفوا على ذلك وأمر ابن طاهر بإعطاء أصحاب ابن جهشيار أرزاقهم لشهرين من يومهم فأعطوا (ووجه) أبو أحمد خمس سفائن من دقيق وحنطة وشعير وقت وتبن إلى ابن طاهر في هذه الأيام فوصلت إليه ولما كان يوم الخميس لأربع خلون من ذي الحجة علم الناس ما عليه ابن طاهر من خلعه المستعين وبيعته للمعتز ووجه ابن طاهر قواده إلى أبى أحمد حتى بايعوه للمعتز فخلع على كل واحد منهم أربع خلع وظنت العامة أن الصلح جرى بإذن الخليفة المستعين وأن المعتز ولى عهده * ولما كان يوم الأربعاء خرج رشيد بن كاوس وكان موكلا بباب السلامة مع قائد يقال له نهشل بن صخر ابن خزيمة بن خازم وعبد الله بن محمود ووجه إلى الأتراك بأنه على المصير إليهم
(٤٨٤)