الرحمن الرحيم فلما صار إلى ما قبلك جهر بها مراءاة لك وتترك نصرة وليك وصهرك وتربيتك ونحو ذلك من كلام كلمه به فقال محمد بن عبد الله أخزى الله هذا لا يصلح لدين ولا دنيا قال وكان أول من تقدم على صرف محمد بن عبد الله عن الجد في أمر المستعين عبيد الله بن يحيى في هذا المجلس ثم ظاهر عبيد الله بن يحيى على ذلك أحمد بن إسرائيل والحسن بن مخلد فلم يزالوا به حتى صرفوه عما كان عليه من الرأي في نصرة المستعين (وفى يوم الأضحى) من هذه السنة صلى بالناس المستعين صلاة الأضحى في الجزيرة التي بحذاء دار ابن طاهر وركب وبين يديه عبيد الله بن عبد الله معه الحربة التي لسليمان وبيد الحسين بن إسماعيل حربة السلطان وبغا ووصيف يكنفانه ولم يركب محمد بن عبد الله بن طاهر وصلى عبد الله بن إسحاق في الرصافة (وفى يوم الخميس) ركب محمد بن عبد الله إلى المستعين وحضره عدة من الفقهاء والقضاة فذكر أنه قال للمستعين قد كنت فارقتني على أن تنفذ أمرى في كل ما أعزم عليه ولك عندي بخطك رقعة بذلك فقال المستعين أحضر الرقعة فأحضرها فإذا فيها ذكر الصلح وليس فيها ذكر الخلع فقال نعم أنفذ الصلح فقام الخلنجي فقال يا أمير المؤمنين إنه يسألك أن تخلع قميصا قمصك به الله وتكلم علي بن يحيى المنجم فأغلظ لمحمد بن عبد الله ثم ركب بعد ذلك محمد بن عبد الله وذلك للنصف من ذي الحجة إلى المستعين بالرصافة ثم انصرف ومعه وصيف وبغا فمضوا جميعا حتى صاروا إلى باب الشماسية فوقف محمد بن عبد الله على دابته ومضى وصيف وبغا إلى دار الحسن ابن الأفشين وانحدرت المبيضة والغوغاء من السور ولم يطلق لاحد فتح الأبواب وقد كان خرج قبل ذلك جماعة كثيرة إلى عسكر أبى أحمد فاشتروا ما أرادوا فلما خرج من ذكرنا إلى باب الشماسية نودي في أصحاب أبي أحمد ألا يباع من أحد من أهل بغداد شئ فمنعوا من الشرى وكان قد ضرب لمحمد ابن عبد الله بباب الشماسية مضرب كبير أحمر وكان مع ابن طاهر بندار الطبري وأبو السنا ونحو من مائتي فارس ومائتي راجل وجاء أبو أحمد في زلال حتى
(٤٨٩)