فأمر بضرب الرجل مائتي سوط ووكل بالمخاوض رجلا من قواده يقال له الحسين ابن علي يحيى الأرمني في مائة راجل ومائة فارس فطلع أول القوم فخرج عليهم وقد أتاه منهم أربعة عشر علما فقاتل أصحابه ساعة ووكل بالقنطرة أبا السنا وأمره أن يمنع من انهزم من العبور فأتى الأتراك المخاضة فرأوا الموكل بها فتركوه واقفا وصاروا إلى مخاضة أخرى خلف الموكل فقاتلوهم فصبر الحسين بن علي وقاتل فقيل للحسين بن إسماعيل فقصد نحوه ولم يصل إليه حتى انهزم وانهزم خالد بن عمران معه ومن معه ومنعهم أبو السنا من العبور على القنطرة فرجع الرجالة والخراسانية فرموا بأنفسهم في الفرات فغرق من لم يحسن السباحة وعبر من كان يحسن السباحة فنجا عريانا وخرج إلى جزيرة لا يصل منها إلى الشط لما على الشط من الأتراك فذكر بعض جند الحسين قال بعث الحسين بن علي الأرمني إلى الحسين بن إسماعيل أن الأتراك قد وافوا المخاضة فأتاه الرسول فقيل الأمير نائم فرجع الرسول فأعلمه فرد آخر فقال له الحاجب الأمير في المخرج فرجع فأخبره فرد رسولا ثالثا فقال قد خرج من المخرج ونام فعلت الصبيحة فعبر الأتراك فقعد الحسين في زورق أو شبارة وانحدر واستأسر قوم من الخراسانية ورموا ثيابهم وسلاحهم وقعدوا على الشط عراة وشد أصحاب أعلام الأتراك حتى ضربوا أعلامهم على مضرب الحسين بن إسماعيل واقتطعوا السوق وانحدرت عامة السفن فسلمت إلا ما كان موكلا به منها ولحق الأتراك أصحاب الحسين فوضعوا فيهم السيف فقتلوا وأسروا نحوا من مائتين وغرق خلق كثير ووافى الحسين والمنهزمة بغداد نصف الليل ووافى فلهم وبقيتهم في النهار وفيهم جرحى كثيرة فلم يزالوا إلى نصف النهار يتتابعون عراة مجرحين وفقد من قواد الحسين ابن يوسف البرم وغيره ثم جاء كتابه أنه أسير في أيدي الأتراك عند مفلح وان عدة الاسرى من وقعة الحسين الثانية مائة ونيف وسبعون انسانا والقتلى مائة والدواب نحو من ألفى دابة ومائتي بغل وقيمة السلاح والثياب وغير ذلك أكثر من مائة ألف دينار فقال الهندواني في الحسين بن إسماعيل
(٤٧٥)