ينكسه فلما رأى الناس العلم الأحمر ومن خلفه توهموا أن الأتراك قد رجعوا عليهم وانهزموا وأراد بعض من وقف أن يقتل غلام شاهك ففهمه فنكس العلم والناس قد ازدحموا منهزمين وتراجع الأتراك إلى معسكرهم ولم يعلموا بهزيمة أهل بغداد فتحملوا عليهم فانصرف الفريقان بعضهم عن بعض (وفيها) كانت وقعة لأبي السلاسل وكيل وصيف بناحية الجبل مع المغاربة وكان سبب ذلك فيما ذكر أن رجلا من المغاربة يقال له نصر سلهب صار بجماعة من المغاربة إلى عمل بعض ما إلى أبى الساج من الأرض وانتهب هو وأصحابه ما هنالك من القوى فكتب أبو السلاسل إلى أبى الساج يعلمه ذلك فوجه أبو الساج إليه فيما ذكر بنحو من مائة نفس بين فارس وراجل فلما صاروا إليه كبس أولئك المغاربة فقتل منهم تسعة وأسر عشرين وأفلت نصر سلهب ساريا (ووضعت) الحرب أوزارها بعد هذه الوقعة بين الموالى وابن طاهر فلم يعودوا لها وكان السبب في ذلك فيما ذكر أن ابن طاهر قد كان كاتب المعتز قبل ذلك في الصلح فلما كانت هذه الوقعة أنكرت عليه فكتب إليه فذكر أنه لا يعود بعدها لشئ يكرهه ثم أغلقت بعد ذلك على أهل بغداد أبوابها فاشتد عليهم الحصار فصاحوا في أول ذي القعدة من هذه السنة في يوم الجمعة الجوع ومضوا إلى الجزيرة التي هي تلقاء دار ابن طاهر فأرسل إليهم ابن طاهر وجهوا إلى منكم خمسة مشايخ فوجهوا بهم فأدخلوا عليه فقال لهم إن من الأمور أمورا لا يعلم بها العامة وأنا عليل ولعلى أعطى الجند أرزاقهم ثم أخرج بهم إلى عدوكم فطابت أنفسهم وخرجوا عن غير شئ وعادت العامة والتجار بعد إلى الجزيرة التي بحذاء دار ابن طاهر فصاحوا وشكوا ما هم فيه من غلاء السعر فبعث إليهم فسكنهم ووعدهم ومناهم وأرسل ابن طاهر إلى المعتز في الصلح واضطرب أمر أهل بغداد فوافى بغداد للنصف من ذي القعدة من هذه السنة حماد ابن إسحاق بن حماد بن زيد ووجه مكانه أبو سعيد الأنصاري إلى عسكر أبى أحمد رهينة فلقى حماد بن إسحاق ابن طاهر فخلا به فلم يذكر ما جرى بينهما ثم انصرف حماد إلى عسكر أبى أحمد ورجع أبو سعيد الأنصاري ثم رجع حماد إلى ابن طاهر فجرت
(٤٨٣)