الكوفة ويصافوهم من أمامهم فساروا ومعهم مزاحم وعبر الفرات وخلف أثقاله ومن بقى معه من أصحابه فلما رآهم أهل الكوفة ناوشوهم الحرب ووافاهم قائد مزاحم فقاتلهم من ورائهم ومزاحم من امامهم فأطبقوا عليهم جميعا فلم يفلت منهم أحد * وذكر عن ابن الكردية أن مزاحما قتل من أصحابه قبل دخول الكوفة ثلاثة عشر رجلا وقتل من الزيدية أصحاب الصوف سبعة عشر رجلا ومن الاعراب ثلثمائة رجل وأنه لما دخل الكوفة رمى بالحجارة فضرب ناحيتي الكوفة بالنار وأحرق سبعة أسواق حتى خرجت النار إلى السبيع وهجم على الدار التي فيها العلوي فهرب ثم أتى به وقتل في المعركة من العلوية رجل وذكر أنه حبس جميع من بالكوفة من العلوية وحبس أبناء هاشم وكان العلوي فيهم * وذكر عن أبي إسماعيل العلوي أن مزاحما أحرق بالكوفة ألف دار وأنه أخذ ابنة الرجل منهم فعنفها * وذكر أنه أخذ للعلوي جواري فيهم امرأة حرة مضمومة فأقامها على باب المسجد ونادى عليها (وفى) النصف من رجب من هذه السنة ورد على مزاحم كتاب من المعتز يأمره بالمصير إليه ويعده وأصحابه ما يحب ويحبون فقرأ الكتاب مزاحم على أصحابه فأجابه الأتراك والفراغنة والمغاربة وأبى الشاكرية ذلك فمضى فيمن أطاعه منهم وهم زهاء أربعمائة إنسان وقد كان أبو نوح؟ إلى سامرا فأشار بالكتاب إليه وكان مزاحم ينتظر أمر الحسين ابن إسماعيل فلما انهزم الحسين مضى إلى سامرا وقد كان المستعين وجه إلى مزاحم عند فتح الكوفة عشرة آلاف دينار وخمس خلع وسيفا ونفذ الرسول إليه وألفى الجند الذين كانوا معه في الطريق فردوا جميع ذلك معهم وصاروا إلى باب محمد بن عبد الله وأعلموه ما فعل مزاحم وكان في الجند والشاكرية خليفة الحسين بن يزيد الحراني وهشام بن أبي دلف والحارث خليفة أبى الساج فأمر ابن طاهر أن يخلع على كل واحد منهم ثلاث خلع * وذكر أن هذا العلوي كان ظهر بنينوى في آخر جمادى الآخرة من هذه السنة فاجتمع إليه جماعة من الاعراب وفيهم قوم ممن كان خرج مع يحيى بن عمر في سنة 250 وقد كان قدم إلى تلك الناحية هشام بن أبي دلف
(٤٧٨)