ذهبت أموالهم في عسكره فقال الحمد لله الذي بيض وجهك أصعدت في اثنى عشر يوما وانصرفت في يوم واحد فتغافل عنه (قال أبو جعفر) ومما انتهى إلينا من خبر الحسين بن إسماعيل ومن كان معه من القواد والجند الذين كان محمد بن عبد الله بن طاهر استنهضهم من بغداد في هذه السنة لحرب من كان قصد الأنبار وما اتصل بها من البلاد من الأتراك والمغاربة أنه لما صار إلى الياسرية منصرفه مهزوما من دمما أقام بها في بستان ابن الحروري وأقام من وافى الياسرية من المنهزمة في الجانب الغربي من الياسرية ومنعوا من العبور ونودي ببغداد فيمن قد دخلها من الجند الذين في عسكر الحسين أن يلحقوا بالحسين في معسكره وأجلوا ثلاثة أيام فمن وجد منهم ببغداد بعد ثلاثة ضرب ثلاثمائة سوط ومحى اسمه من الديوان فخرج الناس وأمر خالد بن عمران في الليلة التي قدم فيها الحسين أن يعسكر في أصحابه بالمحول وأعطى أصحابه أرزاقهم في تلك الليلة في السرج ونودي في أصحابه بالمحول باللحاق به ونودي في الفرض القدماء الذين كانوا فرضوا بسبب أبى الحسين يحيى بن عمر بالكوفة وهم خمسمائة رجل وأصحاب خالد وهم نحو من ألف رجل فعسكروا بالمحول يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الآخرة وأمر ابن طاهر الشاه بن ميكال في صبيحة الليلة التي وافى فيها الحسين أن يتلقاه ويمنعه من دخول بغداد فلقيه في الطريق فرده إلى بستان ابن الحروري وأقاموا يومهم فلما كان الليل صاروا إلى دار ابن طاهر فوبخه ابن طاهر وأمره بالرجوع إلى الياسرية لينفذ إلى الأنبار مع من ينفذ إليها من الجند فصار من ليلته إلى الياسرية ثم أمر باخراج مال لاعطاء شهر واحد لآل هذا العسكر فحمل تسعة آلاف دينار وصار كتاب ديوان العطاء وديوان العرض إلى الياسرية لعرض الجند واعطائهم فلما كان يوم الجمعة لسبع خلون من جمادى الآخرة توجه خالد بن عمران مصعدا إلى قنطرة بهلايا وهى موضع السكر وخرجت نحو من عشرين سفينة وركب عبيد الله بن عبد الله وأحمد بن إسرائيل والحسن بن مخلد إلى عسكر الحسين بن إسماعيل بالياسرية فقرؤا على الحسين والقواد كتابا كتب به عن المستعين يخبرهم
(٤٧٣)