فنصبوه كالمصلوب وجاءت المغاربة بعد ذلك فاحتملوه * وذكر أن الغوغاء اجتمعوا بسامرا بعد هزيمة الأتراك يوم قطربل ورأوا ضعف أمر المعتز فانتهبوا سوق أصحاب الحلى والسيوف والصيارفة وأخذوا جميع ما وجدوا فيها من متاع وغيره فاجتمع التجار إلى إبراهيم المؤيد أخي المعتز فشكوا ذلك إليه وأعلموه أنهم قد كانوا ضمنوا لهم أموالهم وحفظها عليهم قال فقال لهم كان ينبغي لكم أن تحولوا متاعكم إلى منازلكم وكبر عنده ذلك وقدم نجوبة بن قيس بن أبي السعدي يوم السبت لثمان بقين من صفر بمن فرض من الاعراب وهم ستمائة راجل ومائتا فارس وقدم في هذا اليوم عشرة نفر من وجوه أهل طرسوس يشكون بلكاجور ويزعمون أن بيعة المعتز وردت عليه فخرج بعد ساعتين من وصول الكتاب ودعا إلى بيعة المعتز وأخذ القواد وأهل الثغر بذلك فبايع أكثرهم وامتنع بعض فأقبل على من امتنع بالضرب والقيد والحبس وذكر أنهم امتنعوا وهربوا لما أخذهم بالبيعة كرها فقال وصيف ما أظن الرجل إلا اغتر..... وأن الوارد عليه بكتاب المعتز هو الليث بن بابك وذكر له أن المستعين مات وأقاموا المعتز مكانه فكثر هؤلاء النفر يشكون بلكاجور ويشيرون إلى أنه فعل ذلك على عمد ورفعوا عليه أنه كان يرى في بنى الواثق وقد ورد كتاب بلكاجور يوم الأربعاء لأربع بقين من صفر مع رجل يقال له على الحسين المعروف بابن الصعلوك يذكر فيه أنه ورد عليه كتاب من أبى عبد الله بن المتوكل أنه قد ولى الخلافة وبايع له فلما ورد عليه كتاب المستعين بصحة الامر جدد أخذ البيعة على من قبله وأنه على السمع والطاعة له فأمر للرسول بألف درهم فقبضها وقد كان أمر بالكتاب إلى محمد بن علي الأرمني المعروف بأبي نصر بولايته على الثغور الشأمية فلما ورد كتاب بلكاجور بالطاعة أمسك عن إنفاذ كتاب ابن علي الأرمني بالولاية وفى يوم الاثنين لست بقين من صفر من هذه السنة قدم إسماعيل بن فراشة من ناحية همدان في نحو ثلثمائة فارس وكان جنده ألفا وخمسمائة فتقدم بعضهم وتأخر
(٤٥٨)