الناكبين عن دينه والبغاة الناقضين لعهده والمراق الخارجين من جملة أهل حقه حمدا مبلغا رضاه وموجبا أفضل مزيده وصلى الله أولا وآخرا على محمد عبده ورسوله الهادي إلى سبيله والداعي إليه بإذنه وسلم تسليما وكتب سعيد بن حميد يوم السبت لسبع خلون من صفر سنة 251 وركب محمد بن عبد الله بن طاهر يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر إلى باب الشماسية وأمر بهدم ما وراء سور بغداد من الدور والحوانيت والبساتين وقطع النخل والشجر من باب الشماسية إلى ثلاثة أبواب ليتسع الناحية على من يحارب فيها وكان وجه من ناحية فارس والأهواز نيف وسبعون حمارا بمال إلى بغداد قدم به فيما ذكر منكجور بن قارن الأشروسني القائد فوجه الأتراك وأبو أحمد بن بابك إلى طرارستان في ثلثمائة فارس وراجل ليتلقى ذلك المال إذا صار إليها فوجه محمد بن عبد الله قائدا له يقال له يحيى بن حفص يحمل ذلك المال فعدل به عن طرارستان خوفا من ابن بابك فلما علم ابن بابك أن المال قد فاته صار بمن معه إلى النهروان فأوقع من كان معه من الجند بأهلها وأخرج أكثرهم وأحرق سفن الجسر وهى أكثر من عشرين سفينة وانصرف إلى سامرا وقدم محمد بن خالد ابن يزيد وكان المستعين قلده الثغور الجزرية وكان مقيما بمدينة بلد ينتظر من يصير إليه من الجند والمال فلما كان من اضطراب أمر الأتراك ودخول المستعين بغداد ما كان لم يمكنه المصير إلى بغداد الا من طريق الرقة فصار إليها بمن معه من خاصته وأصحابه وهم زهاء أربعمائة فارس وراجل ثم انحدر منها إلى مدينة السلام فدخلها يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر فصار إلى دار محمد بن عبد الله بن طاهر فخلع عليه خمس خلع دبيقى وملحم وخزووشى وسواد ثم وجهه في جيش كثيف لمحاربة أيوب بن أحمد فأخذ على ظهر الفرات فحاربه في نفر يسير فهزم وصار إلى ضيعته بالسواد * فذكر عن سعيد بن حميد أنه قال لما انتهى خبر هزيمة محمد بن خالد إلى محمد بن عبد الله قال ليس يفلح أحد من العرب الا أن يكون معه نبي ينصره الله به وفى هذا اليوم كانت للأتراك وقعة بباب الشماسية كانوا صاروا إلى الباب فقاتلوا عليه قتالا شديدا حتى كشفوا من عليه ورموا
(٤٥٦)