على دعائهم إلى الرجوع عما هم عليه من التمادي في الطغيان واللجاج والعصيان وبعث يبذل لهم الأمان على أن يكون أبو عبد الله ولى العهد بعد المستعين فان قبلوا الأمان وإلا باكرهم بالقتال يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة تخلو من صفر فمضى نحو باب قطربل فنزل على شاطئ دجلة هو ووصيف وبغا ولم يمكنه التقدم لكثرة الناس وعارضهم من جانب دجلة الشرقي محمد بن راشد المغربي ثم انصرف محمد فلما كان من الغد وافته رسل عبد الرحمن بن الخطاب وجه الفلس وعلك القائد ومن معهما من القواد يعلمونه بأن القوم قد دنوا منهم وأنهم قد رجعوا إلى عسكرهم إلى رقة الشماسية فنزلوا وضربوا مضاربهم فأرسل إليهم ألا تبدأوهم وإن قاتلوكم فلا تقاتلوهم وادفعوهم اليوم فوافى باب الشماسية اثنا عشر فارسا من عسكر الأتراك وكان على باب الشماسية باب وسرب وعلى السرب باب فوقف الاثنا عشر الفارس بإزاء الباب وشتموا من عليه ورموا بالسهام ومن بباب الشماسية سكوت عنهم فلما أكثروا أمر علك صاحب المنجنيق أن يرميهم فرماهم فأصاب منهم رجلا فقتله فنزل أصحابه إليه فحملوه وانصرفوا إلى عسكرهم بباب الشماسية وقدم عبد الله بن سليمان خليفة وصيف التركي الموجه إلى طريق مكة لضبط الطريق مع أبي الساج في ثلثمائة رجل من الشاكرية فدخل على محمد ابن عبد الله فخلع عليه خمس خلع وعلى آخر ممن معه أربع خلع ودخل أيضا في هذا اليوم رجل من الاعراب من أهل الثعلبية يطلب الفرض معه خمسون رجلا وورد الشاكرية القادمون من سامرا من قيادات شتى وهم أربعون رجلا فأمر بإعطائهم وإنزالهم فأعطوا ووافى الأتراك في هذا اليوم باب الشماسية فرموا بالسهام والمنجنيق والعرادات وكان بينهم قتلى وجرحى وكثير وكان الأمير الحسين بن إسماعيل لمحاربتهم ثم أمد بأربعمائة رجل من المطلبيين مع رجل يعرف بأبي السنا الغنوي ثم أمدهم بقوم من الاعراب نحو من ثلثمائة رجل وحمل في هذا اليوم من الصلات لمن أبلى في الحرب خمسة وعشرين ألف درهم وأطوقة وأسورة من ذهب فصار ذلك إلى الحسين بن إسماعيل وعبد الرحمن بن الخطاب وعلك ويحيى بن
(٤٤٧)