نفسه في كل ما قربه من الله وأوجب له الزلفة عنده وسيمتع الله أمير المؤمنين به وليا مكانفا على الحق وناصرا موازرا على الخير وظهيرا مجاهدا لعدو الدين وقد علمتم ما كان كتاب أمير المؤمنين تقدم به إليكم فيما أحدثته الفرقة الضالة عن سبيل ربها المفارقة لعصمة دينها الكافرة لنعم الله ونعم خليفته عندها المباينة لجماعة الأمة التي ألف الله بخلافته نظامها المحاولة لتشتيت الكلمة بعد اجتماعها الناكثة لبيعته الخالعة لربقة الاسلام من أعناقها الموالى الأتراك وما صارت إليه من نصر الغلام المعروف بأبي عبد الله بن المتوكل لاقامتها عند مصير أمير المؤمنين إلى مدينة السلام محل سلطانه ومجتمع أنصاره وأبناء أنصار آبائه وما قابل به أمير المؤمنين خيانتهم وآثره من الأناة في أمرهم ثم إن هؤلاء الناكثين جمعوا جمعا من الأتراك والمغاربة ومن ولج في سوادهم ودخل في غمارهم مؤاتيا للفتنة من الفاف الغى ورأسوا عليهم المعروف بأبي أحمد بن المتوكل ثم ساروا نحو مدينة السلام في الجانب الشرقي معلنين للبغي والاقتدار مظهرين للغى والإصرار فتأناهم أمير المؤمنين وفسح لهم في النظرة لهم وأمر بالكتاب إليهم بما فيه تصيرهم الرشد وتذكيرهم بما قدموا من البيعة وافهامهم ما لله عليهم وله في ذلك من الحق وأن خروجهم مما دخلوا فيه من بيعتهم طوعا الخروج من دين الله والبراءة منه ومن رسوله وتحريمهم أموالهم ونساءهم عليهم وأن في تمسكهم به سلامة أديانهم وبقاء نعمتهم والاحتراس من حلول النقم بهم وأن يبين لهم ما سلف من بلائه عندهم من أسنى المواهب وأرفع الرغائب والاختصاص بسني المراتب والتقدم في المحافل فأبوا إلا تماديا ونفارا وتمسكا بالغي وإصرارا فقلد أمير المؤمنين نصيحة المؤتمن ووليه محمد بن عبد الله مولى أمير المؤمنين بتدبير أمورهم ودعائهم إلى الحق ما كانت الإنابة أو محاربتهم إن جنح بهم غيهم وتتابعوا في ضلالهم فلم يألهم نظرا وإفهاما وتبيينا وإرشادا وهم في ذلك رافعون أصواتهم بالتوعد لأهل مدينة السلام بسفك دمائهم وسبى نسائهم وتغنم أموالهم وقبل ذلك ما كانوا في مسيرهم على السبيل التي يستعملها أهل الشرك في غاراتهم ويميلون إليها عند إمكان النهزة
(٤٥٢)