ليهن أبا العباس رأى إمامه * وما عنده منه القضا بمزيد دعاه أمير المؤمنين إلى التي * يقصر عنها ظل كل عميد فبادر بالرأي والحزم والحجى * ورأى أبى العباس سد أئيد نهضت بما أعيا الرجال بحمله * وأنت بسعد حاضر وسعيد رددت بها للرائدين أعزهم * ومثلك وإلى طارفا بتليد كفى أسدا ضيق الكبول وكربها * وكان عليه عاطفا كيزيد وحصله فيها كليث غضنفر * أبى أشبل عبل الذراع مديد وذكر يزيد بن الحارث أن محمدا وجه أحمد بن مزيد في عشرين ألف رجل من الاعراب وعبد الله بن حميد بن قحطبة في عشرين ألف رجل من الأبناء وأمرهما أن ينزلا حلوان ويدفعا طاهرا وأصحابه عنها وإن أقام طاهر بشلاشان أن يتوجها إليه في أصحابهما حتى يدفعاه وينصبا له الحرب وتقدم إليهما في اجتماع الكلمة والتواد والتحاب على الطاعة فتوجها حتى نزلا قريبا من حلوان بموضع يقال له حانقين وأقام طاهر بموضعه وخندق عليه وعلى أصحابه ودس الجواسيس والعيون إلى عسكريهما فكانوا يأتونهم بالأراجيف ويخبرونهم أن محمدا قد وضع العطاء لأصحابه وقد أمر لهم من الأرزاق بكذا وكذا ولم يزل يحتال في وقوع الاختلاف والشغب بينهم حتى اختلفوا وانتقض أمرهم وقاتل بعضهم بعضا فأخلوا خانقين ورجعوا عنها من غير أن يلقوا طاهرا ويكون بينهم وبينه قتال وتقدم طاهر حتى نزل حلوان فلما دخل طاهر حلوان لم يلبث إلا يسيرا حتى أتاه هرثمة بن أعين بكتاب المأمون والفضل بن سهل يأمره بتسليم ما حوى من المدن والكور إليه ويتوجه إلى الأهواز فسلم ذلك إليه وأقام هرثمة بحلوان فحصنها ووضع مسالحه ومراصده في طرقها وجبالها وتوجه طاهر إلى الأهواز (وفى هذه السنة) رفع المأمون منزلة الفضل بن سهل وقدره * ذكر الخبر عما كان من المأمون إليه في ذلك * ذكر أن المأمون لما انتهى إليه الخبر عن قتل طاهر علي بن عيسى واستيلائه
(٣١)