ولو سلمت كفاي قاتلت دونه * وضاربت عنه الطاهري الملقنا فتى لا يرى أن يخذل السيف في الوغا * إذا ادرع الهيجاء في النقع واكتنى * وذكر عن الهيثم بن عدي قال لما دخل ابن أبي عيينة على طاهر فأنشده قوله من آنسته البلاد لم يرم * منها ومن أوحشته لم يقم حتى انتهى إلى قوله ما ساء ظني إلا لواحدة * في الصدر محصورة عن الكلم فتبسم طاهر ثم قال أما والله لقد ساءني من ذلك ما ساءك والمنى ما آلمك ولقد كنت كارها لما كان غير أن الحتف واقع والمنايا نازلة ولابد من قطع الأواصر والشكر للأقارب في تأكيد الخلافة والقيام بحق الطاعة فظننا أنه يريد محمد بن يزيد بن حاتم * وذكر عمر بن أسد قال أقام طاهر بالأهواز بعد قتله محمد بن يزيد بن حاتم وأنفذ عماله في كورها وولى على اليمامة والبحرين وعمان مما يلي الأهواز ومما يلي عمل البصرة ثم أخذ على طريق البر متوجها إلى واسط وبها يومئذ السندي بن يحيى ابن الحرشي والهيثم خليفة خزيمة بن خازم فجعلت المسالح والعمال تتقوض مسلحة مسلحة وعاملا عاملا كلما قرب طاهر منهم تركوا أعمالهم وهربوا عنها حتى قرب من واسط فنادى السندي بن يحيى والهيثم بن شعبة في أصحابهما فجمعاهم إليهما وهما بالقتال وأمر الهيثم بن شعبة صاحب مراكبه أن يسرج له دوابه فقرب إليه فرسا فأقبل يقسم طرفه بينها واستقبلته عدة فرأى المراكبى التغير والفزع في وجهه فقال إن أردت الهرب فعليك بها فإنها أبسط في الركض وأقوى على السفر فضحك ثم قال قرب فرس الهرب فإنه طاهر ولا عار علينا في الهرب منه فتركا واسطا وهربا عنها ودخل طاهر واسطا وتخوف إن سبق الهيثم والسندي إلى فم الصلح فيتحصنا بها فوجه محمد بن طالوت وأمره أن يبادرهما إلى فم الصلح ويمنعهما من دخولها إن أرادا ذلك ووجه قائدا من قواده يقال له أحمد بن المهلب نحو الكوفة وعليها يومئذ العباس بن موسى الهادي فلما بلغ العباس خبر أحمد بن المهلب خلع محمدا وكتب بطاعته إلى طاهر وببيعته للمأمون ونزلت خيل طاهر فم النيل وغلب
(٤١)