والمنزلة فليعرفني أثره وأقبل قريش بن شبل حتى صار قريبا منه وقال لأصحابه الزموا موضعكم ومصافكم وليكن أكثر ما قاتلتموهم وأنتم مريحبون فقاتلوهم بنشاط وقوة فلم يبق أحد من أصحابه إلا جمع بين يديه ما قدر عليه من الحجارة فلم يعبر إليهم محمد بن يزيد حتى أوهنوهم بالحجارة وجرحوهم جرحات كثيرة بالنشاب أو عبرت طائفة من أصحاب محمد بن يزيد فأمر قريش أصحابه أن ينزلوا إليهم فنزلوا إليهم فقاتلوهم قتالا شديدا حتى رجعوا وتراد الناس بعضهم إلى بعض والتفت محمد بن يزيد إلى نفر كانوا معه من مواليه فقال ما رأيكم قالوا فيماذا قال إني أرى من معي قد انهزم ولست آمن من خذلانهم ولا آمل رجعتهم وقد عزمت على النزول والقتال بنفسي حتى يقضى الله ما أحب فمن أراد منكم الانصراف فلينصرف فوالله لان تبقوا أحب إلى من أن تعطبوا وتهلكوا فقالوا والله ما أنصفناك إذا تكون أعتقتنا من الرق ورفعتنا من الضعة ثم أغنيتنا بعد القلة ثم نخذلك على هذه الحال بل نتقدم أمامك ونموت تحت ركابك فلعن الله الدنيا والعيش بعدك ثم نزلوا فعرقبوا دوابهم وحملوا على أصحاب قريش حملة منكرة فأكثروا فيهم القتل وشدخوهم بالحجارة وغير ذلك وانتهى بعد أصحاب طاهر إلى محمد بن يزيد فطعنه بالرمح فصرعه وتبادروا إليه بالضرب والطعن حتى قتلوه فقال بعض أهل البصرة يرثيه من ذاق طعم الرقاد من فرح * فإنني قد أضر بي سهري ولى فتى الرشد فافتقدت به * قلبي وسمعي وعزني بصرى كان غياثا لدى المحول فقد * ولى غمام الربيع والمطر وفى العييني للامام ولم * يرهبه وقع المشطب الذكر ساور ريب المنون داهية * لولا خضوع العباد للقدر فامض حميدا فكل ذي أجل * يسعى إلى ما سعيت بالأثر وقال بعض المهالبة وجرح في تلك الوقعة جراحات كثيرة وقطعت يده فما لمت نفسي غير أنى لم اطق * حراكا وأنى كنت بالضرب مثخنا
(٤٠)