أحد من أهل بيتك والتفت إلى خادمه فقال يا سراج مر دوابي فلم ألبث أن أسرج له فمضى ومضيت معه حتى دخلنا على محمد وهو في صحن داره له ساج فلم يزل يأمرني بالدنو حتى كدت ألاصقه فقال أنه قد كثر على تخليط ابن أخيك وتنكره وطال خلافه على حتى أوحشني ذلك منه وولد في قلبي التهمة له وصيرني بسوء المذهب وحنث الطاعة إلى أن تناولته من الأدب والحبس بما لم أحب أن أكون أتناوله به وقد وصفت لي بخير ونسبت إلى جميل فأحببت أن أرفع قدرك وأعلى منزلتك وأقدمك على أهل بيتك وأن أوليك جهاد هذه الفئة الباغية الناكثة وأعرضك للاجر والثواب في قتالهم ولقائهم فانظر كيف تكون وصحح نيتك وأعن أمير المؤمنين على اصطناعك وسره في عدوه ينعم سرورك وتشريفك فقلت سأبذل في طاعة أمير المؤمنين أعزه الله مهجتي وأبلغ في جهاد عدوه أفضل ما أمله عندي ورجاه من غنائي وكفايتي إن شاء الله فقال يا فضل قال لبيك يا أمير المؤمنين قال ادفع إليه دفاتر أصحاب أسد واضمم إليه من شهد العسكر من رجال الجزيرة والاعراب وقال أكمش على أمرك وعجل المسير إليه فخرجت فانتخبت الرجال واعترضت الدفاتر فبلغت عدة من صححت اسمه عشرين ألف رجل ثم توجهت بهم إلى حلوان وذكر أن أحمد بن مزيد لما أراد الشخوص دخل على محمد فقال أوصني أكرم الله أمير المؤمنين فقال أوصيك بخصال عدة إياك والبغي فإنه عقال النصر ولاتقدم رجلا الا باستخارة ولا تشهر سيفا إلا بعد إعذار ومهما قدرت باللين فلا تتعده إلى الخرق والشره وأحسن صحابة من معك من الجند وطالعني بأخبارك في كل يوم ولا تخاطر بنفسك طلب الزلفة عندي ولا تستقها فيما تخوف رجوعه على وكن لعبد الله أخا مصافيا وقرينا برا وأحسن مجامعته وصحبته ومعاشرته ولا تخذله إن استنصرك ولا تبطئ عنه إذا استصرخك ولتكن أيديكما واحدة وكلمتكما متفقة ثم قال سل حوائجك وعجل السراح إلى عدوك فدعا له أحمد وقال يا أمير المؤمنين كثر لي الدعاء ولا تقبل في قول باغ ولا ترفضني قبل المعرفة بموضع قدمي لك ثم ابعث إلى أسد فحل قيوده وخل سبيله فقال أبو الأسد الشيباني في ذلك
(٣٠)