المعترك من قتالكم وقتل من انهزم وولى منكم ولكن قفوا من خندقنا وعسكرنا قريبا فان تقارب منا قاتلناه وإن بعد من خندقهم قربنا منه فوقف طاهر مكانه وظن عبد الرحمن أن الهيبة بطأت به عن لقائه والنهود إليه فبادر قتاله فاقتتلوا قتالا شديدا وصبر طاهر وأكثر القتل في أصحاب عبد الرحمن وجعل عبد الرحمن يقول لأصحابه يا معشر الأبناء يا أبناء الملوك وألفاف السيوف انهم لعجم وليسوا بأصحاب مطاولة ولا صبر فاصبروا لهم فداكم أبى وأمي وجعل يمر على راية راية فيقول اصبروا انما صبرنا ساعة هذه أول الصبر والظفر وقاتل بيديه قتالا شديدا وحمل حملات منكرة ما منها حملة الا وهو يكثر في أصحاب طاهر القتل فلا يزول أحد ولا يتزحزح ثم إن رجلا من أصحاب طاهر حمل على صاحب علم عبد الرحمن فقتله وزحمهم أصحاب طاهر زحمة شديدة فولوهم أكتافهم فوضعوا فيهم السيوف فلم يزالوا يقتلونهم حتى انتهوا بهم إلى باب مدينة همذان فأقام طاهر على باب المدينة محاصرا لهم وله فكان عبد الرحمن يخرج في كل يوم فيقاتل على أبواب المدينة ويرمى أصحابه بالحجارة من فوق السور واشتد بهم الحصار وتأذى بهم أهل المدينة وتبرموا بالقتال والحرب وقطع طاهر عنهم المادة من كل وجه فلما رأى ذلك عبد الرحمن ورأى أصحابه قد هلكوا وجهدوا وتخوف أن يثب به أهل همذان أرسل إلى طاهر فسأله الأمان له ولمن معه فآمنه طاهر ووفى له واعتزل عبد الرحمن فيمن كان استأمن معه من أصحابه وأصحاب يحيى بن علي (وفى هذه السنة) سمى طاهر بن الحسين ذا اليمينين * ذكر الخبر عن ذلك * قد مضى الخبر عن السبب الذي من أجله سمى بذلك ويذكر الذي سماه بذلك ذكر أن طاهرا لما هزم جيش علي بن عيسى بن ماهان وقتل علي بن عيسى كتب إلى الفضل بن سهل أطال الله بقاءك وكبت أعداءك وجعل من يشنأك فداك كتبت إليك ورأس علي بن عيسى في حجري وخاتمه في يدي والحمد لله رب العالمين فنهض الفضل فسلم على المأمون بأمير المؤمنين فأمد المأمون طاهر بن الحسين بالرجال
(٢٤)