مزيد وعبد الله بن حميد بن قحطبة إلى حلوان لحرب طاهر * ذكر الخبر عن سبب حبسه وتوجيهه من ذكرت * ذكر عن عبد الرحمن بن وثاب إن أسد بن يزيد بن مزيد حدثه أن الفضل ابن الربيع بعث إليه بعد مقتل عبد الرحمن الا بناوي قال فأتيته فلما دخلت عليه وجدته قاعدا في صحن داره وفى يده رقعة قد قرأها واحمرت عيناه واشتد غضبه وهو يقول ينام نوم الظربان لا يفكر في زوال نعمة ولا يروى في امضاء رأى ولا مكيدة قد ألهاه كأسه وشغله قدحه فهو يجرى في لهوه والأيام تصرع في هلاكه قد شمر عبد الله له عن ساقه وفوق له أصيب أسهمه يرميه على بعد الدار بالحتف النافذ والموت القاصد قد عبى له المنايا على متون الخيل وناط له البلاء في أسنة الرماح وشفار السيوف ثم استرجع وتمثل بشعر البعيث:
ومجدولة جدل العنان خريدة * لها شعر جعد ووجه مقسم وثغر نقى اللون عذب مذاقه * يضئ له الظلماء ساعة تبسم وثديان كالحقين والبطن ضامر * خميص وجهر ناره تتضرم لهوت بها ليل التمام ابن خالد * على بمرو الروذ غيظا تجرم أظل أناغيها وتحت ابن خالد * أمية نهد المركلين عثمثم طواها طراد الخيل في كل غارة * لها عارض فيه الأسنة ترزم يقارع أتراك ابن خاقان ليلة * إلى أن يرى الاصباح لا يتلعثم فيصبح من طول الطراد وجسمه * نحيل وأضحى في النعيم أصمم فشتان ما بيني وبين ابن خالد * أمية في الرزق الذي الله قاسم ثم التفت إلى فقال يا أبا الحارث أنا وإياك لنجري إلى غاية إن قصرنا عنها ذممتنا وإن اجتهدنا في بلوغها انقطعنا وإنما نحن شعب من أصل إن قوى قوينا وان ضعف ضعفنا إن هذا قد ألقى بيده القاء الأمة الوكعاء يشاور النساء ويعتزم على الرؤيا وقد أمكن بمسامعه ما معه من أهل اللهو والجسارة فهم يعدونه الظفر ويمنونه عقب الأيام والهلاك أسرع إليه من السيل إلى قيعان الرمل وقد خشيت