بها حتى قدموا بغداد وهما أكبر ولده وذكر زياد بن علي قال لما غضب محمد على أسد بن يزيد وأمر بحبسه قال هل في أهل في أهل بيت هذا من يقوم مقامه فانى أكره أن أستفسدهم مع سابقهم وما تقدم من طاعتهم ونصيحتهم قالوا نعم فيهم أحمد بن مزيد وهو أحسنهم طريقة وأصحهم نية في الطاعة وله مع هذا بأس ونجدة وبصر بسياسة الجنود ولقاء الحررب فأنفذ إليه محمد بريدا يأمره بالقدر عليه فذكر بكر بن أحمد قال كان أحمد متوجها إلى قرية تدعى اسحاقية ومعه نفر من أهل بيته ومواليه وحشمه فلما جاوز نهر أبان سمع صوت بريد في جوف الليل فقال إن هذا لعجبا بريد في مثل هذه الساعة وفى مثل هذا الموضع إن هذا الامر لعجيب ثم لم يلبث البريد أن وقف ونادى الملاح معك أحمد بن مزيد قال نعم فنزل فدفع إليه كتاب محمد فقرأ ثم قال إني بلغت ضيعتي وإنما بيني وبينها ميل فدعني أقعها وقعة فأمر فيها بما أريد ثم أغدو معك فقال لا ان أمير المؤمنين أمرني ألا أنظرك ولا أرفهك وإن أشخصك أي ساعة صادفتك فيها من ليل أو نهار فانصرف معه حتى أتى الكوفة فأقام بها يوما حتى تجمل وأخذ أهبة السفر ثم مضى إلى محمد فذكر عن أحمد قال لما دخلت بغداد بدأت بالفضل بن الربيع فقلت أسلم عليه وأستعين بمنزلته ومحضره عند محمد فلما أذن لي دخلت عليه وإذا عنده عبد الله بن حميد بن قحطبة وهو يريده على الشخوض إلى طاهر وعبد الله يشتط عليه في طلب المال والاكثار من الرجال فلما رآني رحب بي وأخذ بيدي فرفعني حتى صيرني معه على صدر المجلس وأقبل على عبد الله يداعبه ويمازحه فتبسم في وجهه ثم قال إنا وجدنا لكم إذ رث حبلكم * من آل شيبان أما دونكم وأبا الأكثرون إذا عد الحصى عددا * والأقربون إلينا منكم نسبا فقال عبد الله إنهم لكذلك وان منهم لسد الخلل ونكاء العدو ودفع معرة أهل المعصية عن أهل الطاعة ثم أقبل على الفضل فقال أن أمير المؤمنين أجرى ذكرك فوصفتك له بحسن الطاعة وفضل النصيحة والشدة على أهل المعصية والتقدم بالرأي فأحب أصطناعك والتنويه باسمك وان يرفعك إلى منزلة لم يبلغها
(٢٩)