خراسان فكان يسألها عن الاخبار يستطلع علم أهل خراسان فيقال له إن طاهرا مقيم بالري يعرض أصحابه ويرم آلته فيضحك ثم يقول وما طاهر فوالله ما هو إلا شوكة من أغصاني أو شرارة من ناري وما مثل طاهر يتولى على الجيوش ويلقى الحروب ثم التفت إلى أصحابه فقال والله ما بينكم وبين أن ينقصف انقصاف الشجر من الريح العاصف الا أن يبلغه عبورنا عقبة همذان فإن السخال لا تقوى على النطاح والثعالب لا صبر لها على لقاء الأسد فإن يقم طاهر بموضعه يكن أول معرض لظباة السيوف وأسنة الرماح * وذكر يزيد ابن الحارث أن علي بن عيسى لما صار إلى عقبة همذان استقبل قافلة قدمت من خراسان فسألهم عن الخبر فقالوا إن طاهرا مقيم بالري وقد استعد للقتال واتخذ آلة الحرب وان المدد يثرى عليه من خراسان وما يليها من الكور وانه في كل يوم يعظم أمره ويكثر أصحابه وانهم يرون أنه صاحب جيش خراسان قال على فهل شخص من أهل خراسان أحد به قالوا لا غير أن الأمور بها مضطربة والناس رعبون فأمر بطي المنازل والمسير وقال لأصحابه ان نهاية القوم الري فلو قد صيرناها خلف ظهورنا فت ذلك في أعضادهم وانتشر نظامهم وتفرقت جماعتهم ثم أنفذ الكتب إلى ملوك الديلم وجبال طبرستان وما والاها من الملوك يعدهم الصلات والجوائز وأهدى إليهم التيجان والأسورة والسيوف المحلاة بالذهب وأمرهم أن يقطعوا طريق خراسان ويمنعوا من أراد الوصول إلى طاهر من المدد فأجابوه إلى ذلك وسار حتى صار في أول بلاد الري وأتاه صاحب مقدمته وقال لو كنت أبقى الله الأمير أذكيت العيون وبعثت الطلائع وارتدت موضعا تعسكر فيه وتتخذ خندقا لأصحابك يأمنون به وكان ذلك أبلغ في الرأي وآنس للجند قال لا ليس مثل طاهر يستعد له بالمكايد والتحفظ إن حال طاهر تؤول إلى أحد أمرين إما أن يتحصن بالري فيبهته أهلها فيكفونا مؤنته أو يخليها ويدبر راجعا لو قربت خيولنا وعساكرنا منه وأتاه يحيى بن علي فقال أجمع متفرق العسكر واحذر على جندك البيات ولا تسرح الخيل إلا ومعها كنف من القوم فإن العساكر لا تساس
(١٨)