القواد معه وكان باقي القواد الذين دون الخاصة وقوفا رجالة فقال المعتصم ما كان أحسن الحرب اليوم فقال عمرو الفرغاني الحرب اليوم أجود منها أمس وسمعها اشناس فأمسك فلما انتصف النهار وانصرف المعتصم إلى مضربه يتغدى وانصرف القواد إلى مضاربهم يتغدون وقرب أشناس من باب مضربه ترجل له القواد كما كانوا يفعلون وفيهم عمرو الفرغاني وأحمد بن الخليل بن هشام فمشوا بين يديه كعادتهم عند مضربه فقال لهم اشناس يا أولاد الزنا أين تمشون بين يدي كان ينبغي أن تقاتلوا أمس حيث تقفون بين يدي أمير المؤمنين فتقولون إن الحرب اليوم أحسن منها أمس كأن أمس يقاتل غيركم انصرفوا إلى مضاربكم فلما انصرف عمر والفرغاني وأحمد بن الخليل بن هشام قال أحدهما للآخر أما ترى هذا العبد ابن الفاعلة يعنى اشناس ما صنع بنا اليوم أليس الدخول إلى بلاد الروم أهون من هذا الذي سمعناه اليوم فقال عمرو الفرغاني لأحمد بن الخليل وكان عند عمرو خبر يا أبا العباس سيكفيك الله أمره عن قريب أبشر فأوهم أحمد أن عنده خبرا فألح عليه أحمد يسأله فأخبره بما هم فيه وقال إن العباس ابن المأمون قد تم أمره وسنبايع له ظاهرا ونقتل المعتصم واشناس وغيرهما عن قريب ثم قال له أشير عليك أن تأتى العباس فتقدم فتكون في عداد من مال إليه فقال له أحمد هذا أمر لا أحسبه ينم فقال له عمر وقد تم وفرغ وأرشده إلى الحارث السمرقندي قرابة سلمة بن عبيد الله بن الوضاح وكان المتولي لايصال الرجال إلى العباس وأخذ البيعة عليهم فقال له عمرو أنا أجمع بينك وبين الحارث حتى تصير في عداد أصحابنا فقال له أحمد أنا معكم إن كان هذا الامر يتم فيما بيننا وبين عشرة أيام وإن جاوز ذلك فليس بيني وبينكم عمل فذهب الحارث فلقى العباس فأخبره أن عمرا قد ذكره لأحمد بن الخليل فقال له ما كنت أحب أن يطلع الخليل على شئ من أمرنا أمسكوا عنه ولا تشركوه في شئ من أمركم دعوه بينهما فأمسكوا عنه * فلما كان في اليوم الثالث كانت الحرب على أصحاب أمير المؤمنين خاصة ومعهم المغاربة والأتراك والقيم بذلك إيتاخ فقاتلوا فأحسنوا
(٢٧٢)