قصره بالمطيرة فلما كان في جوف الليل ذهب أحمد بن أبي دؤاد متنكرا فرآه وكلمه ثم رجع إلى المعتصم فوصفه له فلم يصبر المعتصم حتى ركب إليه بين الحائطين في الحير فدخل إليه متنكرا ونظر إليه وتأمله وبابك لا يعرفه فلما كان من غد قعد له المعتصم يوم اثنين أو خميس واصطف الناس من باب العامة إلى المطيرة وأراد المعتصم أن يشهره ويريه الناس فقال على أي شئ يحمل هذا وكيف يشهر فقال حزام يا أمير المؤمنين لا شئ أشهر من الفيل فقال صدقت فأمر بتهيئة الفيل وأمر به فجعل في قباء ديباج وقلنسوة سمور ومدورة وهو وحده فقال محمد بن عبد الملك الزيات قد خضب الفيل كعاداته * يحمل شيطان خراسان والفيل لا تخضب أعضاؤه * إلا الذي شأن من الشأن فاستشرفه الناس من المطيرة إلى باب العامة فأدخل دار العامة إلى أمير المؤمنين وأحضر جزارا ليقطع يديه ورجليه ثم أمر أن يحضر سيافه فخرج الحاجب من باب العامة وهو ينادى نودنود وهو اسم سياف بابك فارتفعت الصيحة بنودنود حتى حضر فدخل دار العامة فأمره أمير المؤمنين أن يقطع يديه ورجليه فقطعهما فسقط وأمر أمير المؤمنين بذبحه وشق بطنه أحدهما ووجه برأسه إلى خراسان وصلب بدنه بسامرا عند العقبة فموضع خشبته مشهور وأمر بحمل أخيه عبد الله مع بن شروين الطبري إلى إسحاق بن إبراهيم خليفته بمدينة السلام وأمره بضرب عنقه وأن يفعل به مثل ما فعل بأخيه وصلبه فلما صار به الطبري إلى البردان نزل به ابن شروين في قصر البردان فقال عبد الله أخو بابك لابن شروين من أنت فقال ابن شروين ملك طبرستان فقال الحمد لله الذي وفق لي رجلا من الدهاقين يتولى قتلى قال إنما يتولى قتلك هذا وكان عنده نودنود وهو الذي قتل بابك فقال له أنت صاحبي وانما هذا علج فأخبرني أأمرت أن تطعمني شيئا أم لا قال قل ما شئت قال اضرب لي فالوذجة قال فأمر فضربت له فالوذجة في جوف الليل فأكل منها حتى تملأ ثم قال يا أبا فلان ستعلم غدا انى دهقان إن شاء الله ثم قال تقدر أن تسقيني نبيذا قال
(٢٦١)