عن هذين فإنا قد أعطيناهما الأمان حتى دلونا فخلى مالك عنهما ثم سار بهم العلج إلى الموضع الذي سماه لهم فأشرف بهم على العسكر عسكر أهل أنقرة وهم في طرف ملاحة فلما رأوا العسكر صاحوا بالنساء والصبيان فدخلوا الملاحة ووقفوا لهم على طرف الملاحة يقاتلون بالقنا ولم يكن موضع حجارة ولا موضع خيل وأخذوا منهم عدة أسرى وأصابوا في الاسرى عدة بهم جراحات عنق من جراحات متقدمة فساءلوهم عن تلك الجراحات فقالوا كنا في وقعة الملك مع الأفشين فقالوا لهم حدثونا بالقضية فأخبروهم أن الملك كان معسكرا على أربعة فراسخ من اللمس حتى جاءه رسول أن عسكرا ضخما قد دخل من ناحية الارمنياق فاستخلف على عسكره رجلا من أهل بيته وأمره بالمقام في موضعه فان ورد عليه مقدمة ملك العرب واقعه إلى أن يذهب هو فيواقع العسكر الذي دخل الارمنياق يعنى عسكر الأفشين فقال أميرهم نعم وكنت ممن سار مع الملك فواقعناهم صلاة الغداة فهزمناهم وقتلنا رجالتهم كلهم وتقطعت عساكرنا في طلبهم فلما كان الظهر رجع فرسانهم فقاتلونا قتالا شديدا حتى حرقوا عسكرنا واختلطوا بنا واختلطنا بهم فلم ندر في أي كردوس الملك فلم نزل كذلك إلى وقت العصر ثم رجعنا إلى موضع عسكر الملك الذي كنا فيه فلم نصادفه فرجعنا إلى موضع معسكر الملك الذي خلفه على اللمس فوجدنا العسكر قد انتقض وانصرف الناس عن الرجل قرابة الملك الذي كان الملك استخلفه على العسكر فأقمنا على ذلك ليلتنا فلما كان الغد وافانا الملك في جماعة يسيرة فوجد عسكره قد اختل وأخذ الذي استخلفه على العسكر فضرب عنقه وكتب إلى المدن والحصون ألا يأخذوا رجلا ممن انصرف من عسكر الملك إلا ضربوه بالسياط ويرجع إلى موضع سماه لهم الملك انحاز إليه ليجتمع إليه الناس ويعسكر به ليناهض ملك العرب ووجه خادما له خصيا إلى أنقرة على أن يقيم بها ويحفظ أهلها إن نزل بها ملك العرب قال الأسير فجاء الخصي إلى أنقرة وجئنا معه فإذا أنقرة قد عطلها أهلها وهربوا منها فكتب الخصي إلى ملك الروم يعلمه ذلك فكتب إليه الملك يأمره بالمسير إلى عمورية قال وسألت عن الموضع الذي قصد إليه أهلها
(٢٦٨)