حوله أصحابه وباقي الروم وقد أخذتهم السيوف فبين مقتول ومجروح فركب المعتصم عند ذلك حتى جاء فوقف حذاء ياطس وكان مما يلي عسكر أشناس فصاحوا يا ياطس هذا أمير المؤمنين فصاح الروم من فوق البرج ليس ياطس ههنا قالوا بلى قولوا له إن أمير المؤمنين واقف فقالوا ليس ياطس ههنا فمر أمير المؤمنين مغضبا فلما جاوز صاح الروم هذا ياطس هذا ياطس فرجع المعتصم إلى حيال البرج حتى وقف ثم أمر بتلك السلاليم التي هيئت فحمل سلم منها فوضع على البرج الذي هو فيه وصعد عليه الحسن الرومي غلام لأبي سعيد محمد بن يوسف وكلمه ياطس فقال هذا أمير المؤمنين فأنزل على حكمه فنزل الحسن فأخبر المعتصم أنه قد رآه وكلمه فقال المعتصم قل له فلينزل فصعد الحسن ثانية فخرج ياطس من البرج متقلدا سيفا حتى وقف على البرج والمعتصم ينظر إليه فخلع سيفه من عنقه فدفعه إلى الحسن ثم نزل ياطس فوقف بين يدي المعتصم فقنعه سوطا وانصرف المعتصم إلى مضربه وقال هاتوه فمشى قليلا ثم جاءه رسول المعتصم أن احملوه فحملوه فذهب به إلى مضرب أمير المؤمنين * ثم أقبل الناس بالأسرى والسبي من كل وجه حتى امتلا العسكر فأمر المعتصم بسيل الترجمان أن يميز الاسرى فيعزل منهم أهل الشرف والقدر من الروم في ناحية ويعزل الباقين في ناحية ففعل ذلك بسيل ثم أمر المعتصم فوكل بالمقاسم قواده ووكل أشناس بما يخرج من ناحيته وأمره أن ينادى عليه ووكل الأفشين بما يخرج من ناحيته وأمره أن ينادى ويبيع وأمر إيتاخ بناحيته مثل ذلك وجعفر الخياط بمثل ذلك في ناحيته ووكل مع كل قائد من هؤلاء رجلا من قبل أحمد بن أبي دؤاد يحصى عليه فبيعت المقاسم في خمسة أيام بيع منها ما استباع وأمر بالباقي فضرب بالنار وارتحل المعتصم منصرفا إلى أرض طرسوس * ولما كان يوم إيتاخ قبل أن يرتحل المعتصم منصرفا وثب الناس على المغنم الذي كان إيتاخ على بيعه وهو اليوم الذي كان عجيف وعد الناس فيه أن يثب بالمعتصم فركب المعتصم بنفسه ركضا وسل سيفه فتنحى الناس عنه من بين يديه وكفوا عن انتهاب المغنم فرجع إلى مضربه فلما كان من الغد أمر ألا ينادى على السبى إلا ثلاثة أصوات ليتروج البيع فمن زاد
(٢٧٤)