يعنى أهل أنقرة فقالوا لي انهم بالملاحة فلحقنا بهم قال مالك بن كيدر فدعوا الناس كلهم خذوا ما أخذتم ودعوا الباقي فترك الناس السبى والمقاتلة وانصرفوا راجعين يريدون عسكر اشناس وساقوا في طريقهم غنما كثيرا وبقرا وأطلق ذلك الشيخ الأسير مالك وسار إلى عسكر اشناس بالأسرى حتى لحق بأنقرة فمكث أشناس يوما واحدا ثم لحقه المعتصم من غد فأخبره بالذي أخبره به الأسير فسر المعتصم بذلك فلما كان اليوم الثالث جاءت البشرى من ناحية الأفشين يخبرون بالسلامة وانه وارد على أمير المؤمنين بأنقرة * قال ثم ورد على المعتصم الأفشين بعد ذلك اليوم بيوم بأنقرة فأقاموا بها أياما ثم صير العسكر ثلاثة عساكر عسكر فيه أشناس في الميسرة والمعتصم في القلب والأفشين في الميمنة وبين كل عسكر وعسكر فرسخان وأمر كل عسكر منهم أن يكون له ميمنة وميسرة وأن يحرقوا القرى ويخربوها ويأخذوا من لحقوا فيها من السبى وإذا كان وقت النزول توافي كل أهل عسكر إلى صاحبهم ورئيسهم يفعلون ذلك فيما بين أنقرة إلى عمورية وبينهما سبع مراحل حتى توافت العساكر بعمورية * قال فلما توافت العساكر بعمورية كان أول من وردها اشناس وردها يوم الخميس ضحوة فدار حولها دورة ثم نزل على ميلين منها بموضع فيه ماء وحشيش فلما طلعت الشمس من الغد ركب المعتصم فدار حولها دورة ثم جاء الأفشين في اليوم الثالث فقسمها أمير المؤمنين بين القواد كما تدور صير إلى كل واحد منهم أبراجا منها على قدر كثرة أصحابه وقلتهم وصار لكل قائد منهم ما بين البرجين إلى عشرين برجا وتحصن أهل عمورية وتحرزوا * وكان رجل من المسلمين قد أسره أهل عمورية فتنصر وتزوج فيهم فحبس نفسه عند دخولهم الحصن فلما رأى أمير المؤمنين ظهر وصار إلى المسلمين وجاء إلى المعتصم وأعلمه أن موضعا من المدينة حمل الوادي عليه من مطر جاءهم شديد فحمل الماء عليه فوقع السور من ذلك الموضع فكتب ملك الروم إلى عامل عمورية أن يبنى ذلك الموضع فتوانى في بنائه حتى كان خروج الملك من القسطنطينية إلى بعض المواضع فتخوف الوالي أن يمر الملك
(٢٦٩)