بعد ثلاثة أصوات وإلا بيع العلق فكان يفعل ذلك في اليوم الخامس فكان ينادى على الرقيق خمسة خمسة وعشرة عشرة والمتاع الكثير جملة واحدة قال وكان ملك الروم قد وجه رسولا في أول ما نزل المعتصم على عمورية فأمر به المعتصم فأنزل على موضع الماء الذي كان الناس يستقون منه وكان بينه وبين عمورية ثلاثة أميال ولم يأذن له في المصير إليه حتى فتح عمورية فلما فتحها أذن له في الانصراف إلى ملك الروم فانصرف وانصرف المعتصم يريد الثغور وذلك أنه بلغه أن ملك الروم يريد الخروج في أثره أو يريد التعبث بالعسكر فمضى في طريق الجادة مرحلة ثم رجع إلى عمورية وأمر الناس بالرجوع ثم عدل عن طريق الجادة إلى طريق وادى الجور ففرق الاسرى على القواد ودفع إلى كل قائد من القواد طائفة منهم يحفظهم ففرقهم القواد على أصحابهم فساروا في طريق نحوا من أربعين ميلا ليس فيه ماء فكان كل من امتنع من الاسرى أن يمشى معهم لشدة العطش الذي أصابهم ضربوا عنقه فدخل الناس في البرية في طريق وادى الجور فأصابهم العطش فتساقط الناس والدواب وقتل بعض الاسرى بعض الجند وهرب وكان المعتصم قد تقدم العسكر فاستقبل الناس ومعه الماء قد حمله من الموضع الذي نزله وهلك الناس في هذا الوادي من العطش وقال الناس للمعتصم إن هؤلاء الاسرى قد قتلوا بعض جندنا فأمر عند ذلك بسيل الرومي بتمييز من له القدر منهم فعزلوا ناحية ثم أمر بالباقين فأصعدوا إلى الجبال وأنزلوا إلى الأودية فضربت أعناقهم جميعا وهم مقدار ستة آلاف رجل قتلوا في موضعين بوادي الجور وموضع آخر ورحل المعتصم من ذلك الموضع يريد الثغر حتى دخل طرسوس وكان قد نصب له الحياض من الأدم حول العسكر من الماء إلى العسكر بعمورية والحياض مملؤة والناس يشربون منها لا يتعبون في طلب الماء وكانت الوقعة التي وقعت بين الأفشين وملك الروم فيما ذكر يوم الخميس لخمس بقين من شعبان وكانت اناخة المعتصم على عمورية يوم الجمعة لست خلون من شهر رمضان وقفل بعد خمسة وخمسين يوما وقال الحسين بن الضحاك الباهلي يمدح الأفشين ويذكر
(٢٧٥)