إلى قرابة وأودكم محبة وأكثروا من حمد الله وذكره ثم ضعوني على شقى الأيمن واستقبلوا بي القبلة وحلوا كفني عن رأسي ورجلي ثم سدوا اللحد باللبن واحثوا ترابا على وأخرجوا عنى وخلوني وعملي فلكلكم لا يغنى عنى شيئا ولا يدفع عنى مكروها ثم قفوا بأجمعكم فقولوا خيرا إن علمتم وأمسكوا عن ذكر شر إن كنتم عرفتم فإني مأخوذ من بينكم بما تقولون وما تلفظون به ولا تدعوا باكية عندي فان المعول عليه يعذب رحم الله أمرءا اتعظ وفكر فيما حتم الله على جميع خلقه من الفناء وقضى عليهم من الموت الذي لابد منه فالحمد لله الذي توحد بالبقاء وقضى على جميع خلقه الفناء ثم لينظر ما كنت فيه من عز الخلافة هل أغنى ذلك عنى شيئا إذ جاء أمر الله لا والله ولكن أضعف على به الحساب فياليت عبد الله بن هارون لم يكن بشرا بل ليته لم يكن خلقا يا أبا إسحاق ادن منى واتعظ بما ترى وخذ بسيرة أخيك في القرآن واعمل في الخلافة إذا طوقكها الله عمل المريد لله الخائف من عقابه وعذابه ولا تغتر بالله ومهلته فكان قد نزل بك الموت ولا تغفل أمر الرعية الرعية الرعية العوام العوام فان الملك بهم وبتعهدك المسلمين والمنفعة لهم الله الله فيهم وفى غيرهم من المسلمين ولا ينهين إليك أمر فيه صلاح للمسلمين ومنفعة لهم إلا قدمته وآثرته على غيره من هواك وخذ من أقويائهم لضعفائهم ولا تحمل عليهم في شئ وأنصف بعضهم من بعض بالحق بينهم وقربهم وتأتهم وعجل الرحلة عنى والقدوم إلى دار ملكك بالعراق وانظر هؤلاء القوم الذين أنت بساحتهم فلا تغفل عنهم في كل وقت والخرمية فأغزهم ذا حزامة وصرامة وجلد وأكنفه بالأموال والسلاح والجنود من الفرسان والرجالة فان طالت مدتهم فنجرد لهم بمن معك من أنصارك وأوليائك واعمل في ذلك عمل مقدم النية فيه راجيا ثواب الله عليه واعلم أن العظة إذا طالت أوجبت على السامع لها والموصى بها الحجة فاتق الله في أمرك كله ولا تفتن ثم دعا أبا إسحاق بعد ساعة حين اشتد به الوجع وأحس بمجئ أمر الله فقال له يا أبا إسحاق عليك عهد الله وميثاقه وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقومن بحق الله في عباده ولتؤثرن طاعته على معصيته إذ أنا (14 - 7)
(٢٠٩)