له يا أمير المؤمنين انظر لعرب الشأم كما نظرت لعجم أهل خراسان فقال أكثرت على يا أخا أهل الشأم والله ما أنزلت قيسا عن ظهور الخيل إلا وأنا أرى أنه لم يبق في بيت مالي درهم واحد وأما اليمن فوالله ما أحببتها ولا أحبتني قط وأما قضاعة فسادتها تنتظر السفياني وخروجه فتكون من أشياعه وأما ربيعة فساخطة على الله منذ بعث نبيه من مضر ولم يخرج اثنان إلا خرج أحدهما شاريا أعزب فعل الله بك وذكر عن سعيد بن زياد أنه لما دخل على المأمون بدمشق قال له أرنى الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم قال فأريته قال فقال إني لاشتهى ان أدرى أي شئ هذا الغشاء على هذا الخاتم قال فقال له أبو إسحاق حل العقد حتى تدرى ما هو قال فقال ما أشك ان النبي صلى الله عليه وسلم عقد هذا العقد وما كنت لأحل عقدا عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للواثق خذه فضعه على عينك لعل الله أن يشفيك قال وجعل المأمون يضعه على عينه ويبكى وذكر عن العيشي صاحب إسحاق بن إبراهيم أنه قال كنت مع المأمون بدمشق وكان قد قل المال عنده حتى ضاق وشكا ذلك إلى أبي إسحاق المعتصم فقال له يا أمير المؤمنين كأنك بالمال وقد وافاك بعد جمعة قال وكان حمل إليه ثلاثون ألف ألف من خراج ما يتولاه له قال فلما ورد عليه ذلك المال قال المأمون ليحيى بن أكثم اخرج بنا ننظر إلى هذا المال قال فخرج حتى أصحرا ووقفا ينظرانه وكان قد هيئ بأحسن هيئة وحليت أباعره وألبست الأحلاس الموشاة والجلال المصبغة وقلدت العهن وجعلت البدر بالحرير الصيني الأحمر والأخضر والأصفر وأبديت رؤوسها قال فنظر المأمون إلى شئ حسن واستكثر ذلك فعظم في عينه واستشرفه الناس ينظرون إليه ويعجبون منه فقال المأمون ليحيى يا أبا محمد ينصرف أصحابنا هؤلاء الذين تراهم الساعة خائبين إلى منازلهم وننصرف بهذه الأموال قد ملكناها دونهم إنا إذا للئام ثم دعا محمد بن يزداد فقال له وقع لآل فلان بألف ألف ولآل فلان بمثلها ولآل فلان بمثلها قال فوالله إن زال كذلك حتى فرق أربعة وعشرين ألف ألف درهم ورجله في الركاب ثم قال ادفع الباقي إلى المعلى
(٢١٢)