فشدا جميعا في الحديد ووجها إلى طرسوس وكتب معهما كتابا باشخاصهما وكتب كتابا مفردا بتأويل القوم فيما أجابوا إليه فمكثوا أياما ثم دعا بهم فإذا كتاب قد ورد من المأمون على إسحاق بن إبراهيم أن قد فهم أمير المؤمنين ما أجاب القوم إليه وذكر سليمان بن يعقوب صاحب الخبر أن بشر بن الوليد تأول الآية التي أنزلها الله تعالى في عمار بن ياسر إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان وقد أخطأ التأويل إنما عنى الله عز وجل بهذه الآية من كان معتقد الايمان مظهر الشرك فاما من كان معتقد الشرك مظهر الايمان فليس هذه له فاشخصهم جميعا إلى طرسوس ليقيموا بها إلى خروج أمير المؤمنين من بلاد الروم فاخذ إسحاق بن إبراهيم من القوم الكفلاء ليوافوا العسكر بطرسوس فأشخص أبا حسان وبشر ابن الوليد والفضل بن غانم وعلي بن أبي مقاتل والذيال بن الهيثم ويحيى بن عبد الرحمن العمرى وعلي بن الجعد وأبا العوام وسجادة والقواريري وابن الحسن بن علي ابن عاصم وإسحاق بن أبي إسرائيل والنضر بن شميل وأبا نصر التمار وسعدويه الواسطي ومحمد بن حاتم بن ميمون وأبا معمر وابن الهرش وابن الفرخان وأحمد ابن شجاع وأبا هارون بن البكاء فلما صاروا إلى الرقة بلغتهم وفاة المأمون فامر بهم عنبسة بن إسحاق وهو والى الرقة أن يصيروا إلى الرقة ثم أشخصهم إلى إسحاق ابن إبراهيم بمدينة السلام مع الرسول المتوجه بهم إلى أمير المؤمنين فسلمهم إليه فأمرهم إسحاق بلزوم منازلهم ثم رخص لهم بعد ذلك في الخروج فاما بشر بن الوليد والذيال وأبو العوام وعلي بن أبي مقاتل فإنهم شخصوا من غير أن يؤذن لهم حتى قدموا بغداد فلقوا من إسحاق بن إبراهيم في ذلك أذى وقدم الآخرون مع رسول إسحاق بن إبراهيم فخلى سبيلهم (وفى هذه السنة) نفذت كتب المأمون إلى عماله في البلدان من عبد الله عبد الله الامام المأمون أمير المؤمنين وأخيه الخليفة من بعده أبي إسحاق ابن أمير المؤمنين الرشيد وقيل إن ذلك لم يكتبه المأمون كذلك وانما كتب في حال افاقة من غشية أصابته في مرضه بالبدندون عن أمر المأمون إلى العباس ابن المأمون وإلى إسحاق وعبد الله بن طاهر انه إن حدث به حدث الموت
(٢٠٦)