لجعفر بن عيسى الحسنى مسائله فتقدم إلى جعفر بن عيسى في رفضه وترك الثقة به والاستنامة إليه وأما يحبى بن عبد الرحمن العمرى فإنه كان من ولد عمر بن الخطاب فجوابه معروف وأما محمد بن الحسن بن علي بن عاصم فإنه لو كان مقتديا بمن مضى من سلفه لم ينتحل النحلة التي حكيت عنه وانه بعد صبي يحتاج إلى تعلم وقد كان أمير المؤمنين وجه إليك المعروف بأبي مسهر بعد أن نصه أمير المؤمنين عن محنته في القرآن فجمجم عنها ولجلج فيها حتى دعى له أمير المؤمنين بالسيف فأقر ذميما فأنصصه عن اقراره فإن كان مقيما عليه فأشهر ذلك وأظهره إن شاء الله ومن لم يرجع عن شركه ممن سميت لأمير المؤمنين في كتابك وذكره أمير المؤمنين لك أو أمسك عن ذكره في كتابه هذا ولم يقل ان القرآن مخلوق بعد بشر بن الوليد وإبراهيم بن المهدى فاحملهم أجمعين موثقين إلى عسكر أمير المؤمنين مع من يقوم بحفظهم وحراستهم في طريقهم حتى يؤديهم إلى عسكر أمير المؤمنين ويسلمهم إلى من يؤمن بتسليمهم إليه لينصهم أمير المؤمنين فإن لم يرجعوا ويتوبوا حملهم جميعا على السيف إن شاء الله ولا قوة الا بالله وقد أنفذ أمير المؤمنين كتابه هذا في خريطة بندارية ولم ينظر به اجتماع الكتب الخرائطية معجلا به تقربا إلى الله عز وجل بما أصدر من الحكم ورجاء ما اعتمد وادراك ما أمل من جزيل ثواب الله عليه فأنفذ لما أتاك من أمر المؤمنين وعجل إجابة أمير المؤمنين بما يكون منك في خريطة بندارية مفردة عن سائر الخرائط لتعرف أمير المؤمنين ما يعلمونه إن شاء الله وكتب سنة 218 فأجاب القوم كلهم حين أعاد القول عليهم إلى أن القرآن مخلوق الا أربعة نفر منهم أحمد بن حنبل وسجادة والقواريري ومحمد بن نوح المضروب فامر بهم إسحاق بن إبراهيم فشدوا في الحديد فلما كان من الغد دعا بهم جميعا يساقون في الحديد فأعاد عليهم المحنة فاجابه سجادة إلى أن القرآن مخلوق فأمر باطلاق قيده وخلى سبيله وأصر الآخرون على قولهم فلما كان من بعد الغد عاودهم أيضا فأعاد عليهم القول فأجاب القواريري إلى أن القرآن مخلوق فأمر بإطلاق قيده وخلى سبيله وأصر أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح على قولهما ولم يرجعا
(٢٠٥)