إلى المطبخ فقل لهم يهيئون لي بزماورد ويتركونه طوالا لا يقطعونه ويكون حشوه شحوم الدجاج والسمن والبقل والبيض والجبن والزيتون والجوز ويكثرون منه ويعجلونه فما مكث إلا يسيرا حتى جاؤوا به في خوان مربع وقد جعل عليه البزماورد الطوال على هيئة القبة العبد صمدية حتى صير أعلاها بزماوردة واحدة فوضع بين يديه فتناول واحدة فأكلها ثم لم يزل كذلك حتى لم يبق على الخوان شيئا * وذكر عن علي بن محمد أن جابر بن مصعب حدثه قال حدثني مخارق قال مرت بي ليلة ما مرت بي مثلها قط إني لفى منزلي بعد ليل إذ أتاني رسول محمد وهو خليفة فركض بي ركضا فانتهى بي إلى داره فأدخلت فإذا إبراهيم بن المهدى قد أرسل إليه كما أرسل إلى فوافينا جميعا فانتهى إلى باب مفض إلى صحن فإذا الصحن مملوء شمعا من شمع محمد العظام وكأن ذلك الصحن في نهار وإذا محمد في كرج وإذا الدار مملوءة وصائف وخدما وإذا اللعابون يلعبون ومحمد وسطهم في الكرج يرقص فيه فجاءنا رسول يقول قال لكما قوما في هذا الموضع على هذا الباب مما يلي الصحن ثم ارفعا أصواتكما معبرا ومقصرا عن السور ناى واتبعاه في لحنه قال وإذا السور ناى والجواري واللعابون في شئ واحد * هذى دنانير تنساني وأذكرها * تتبع الزمار قال فوالله ما زلت وإبراهيم قائمين نقولها نشق بها حلوقنا حتى انفلق الصبح ومحمد في الكرج ما يسأمه ولا يمله حتى أصبح يدنو منا أحيانا نراه وأحيانا يحول بيننا وبينه الجواري والخدم وذكر الحسين بن فراس مولى بني هاشم قال غزا الناس في زمان محمد على أن يرد عليهم الخمس فرد عليهم فأصاب الرجل ستة دنانير وكان ذلك مالا عظيما وذكر عن ابن الأعرابي قال كنت حاضر الفضل بن الربيع وأتى بالحسن بن هانئ فقال رفع إلى أمير المؤمنين انك زنديق فجعل يبرأ من ذلك ويحلف وجعل الفضل يكرر عليه وسأل أن يكلم الخليفة فيه ففعل وأطلقه فخرج وهو يقول أهلي أتيتكم من القبر * والناس محتبسون للحشر لولا أبو العباس ما نظرت * عيني إلى ولد ولا وفر فالله ألبسني به نعما * شغلت حسابتها يدي شكري
(١١٤)